عبدالستار ناجي يكتب:مهرجان بغداد السينمائى..من هنا إلى أين ؟

تتواصل أعمال الدورة الثانية لمهرجان بغداد السينمائي، وسط ايقاع فني عامر بالعروض والحوارات ، وايضا الأنشطة التى تتنوع وتتعدد لتغطي جملة من الموضوعات من بينها عروض المسابقات الاربعة والورش وتوقيع الكتب والانشطة التى تنطلق من العاشرة صباحا حتى ساعة متاخرة من الليل عبر فريق عمل يتحرك بلياقة عالية يقودهم نقيب الفنانين العراقيين مدير دائرة السينما والمسرح الدكتور جبار جودي والمدير الفني للمهرجان الدكتور حكمت البيضاني .

ولكن السؤال الذي يطرح نفسه .. لمهرجان بغداد السينمائي من هنا الى اين ؟

ان التطور الموضوعي لهكذا فعل فنى رفيع المستوى يليق بالعراق والسينما العراقية،  وهكذا هو التطور الفني يحتم الانطلاق الى فعل مؤسساتى،  بمعنى ان يتحول هذا الجهد المتميز الذى يقام تحت مظلة نقابة الفنانين العراقيين،  الى مؤسسة متخصصة بهذا المهرجان،  يتم تفريغ كوادرها من اجل موضوع محوري هو”مهرجان بغداد السينمائي”،  والذي يتضمن متابعة المهرجانات التى تقام على مدار العام ، ووضع خطط واستراتيجيات بعيدة المدي من اجل تنظيم مجموعة من الانشطة والفعاليات،  تتواصل على مدار العام بالاضافة الى ايام هذا العرس الفني ، الذى بات موعدا اساسيا من اجل حوار سينمائي عراقى– عربي مشترك قابل للتطور والتحول الى حوار عربي– دولي .

ثنائي المهرجان

ان جهود الثنائي د.جبار جودي ود.حكمت البيضاني حرية بالتقدير والثناء وهي بلا ادنى شك تنطلق من تحرك فردي – شخصي راح يتطور حيث نشاهد كل منها في اكبر عدد من المهرجانات السينمائية العربية والدولية .

وهنا نشير الى تواجد هذا الثنائي في مهرجان كان السينمائي في دورات سابقة تطور هذا العام الى – الخيمة العراقية في مهرجان كان السينمائي – وبخط متوازي عرض اكثر من عمل ومن بينها النسخة المعالجة للفيلم العراقي الكلاسيكي – سعيد افندي – الذى عرض ضمن كلاسيكيات السينما في مهرجان كان السينمائي .

ولاننا نفكر ضمن طموح يتجاوز الفعل الاحادي ( المشكور ) الى فعل مؤسساتي ينطلق بالسينما العراقية وبالمهرجان الى افاق بعيدة تاخذ بعين الاعتبارا التطور والقفزات الكبري التى تعيشها صناعة الفن السابع حول العالم .

نظام مؤسسي

وعلى الصعيد الاقليمي نشير الى مجموعة من التجارب التى كانت بدايتها مجرد مهرجان ليتحول لاحقا الى فعل مؤسسي حظي بالدعم والاسناد لتنطلق مجموعة من المهرجانات ومن بينها : مهرجان البحر الاحمر السينمائي ، مهرجان الجونة السينمائي ، مهرجان اجيال ، وايضا الدوحة و القاهرة وقرطاج ومراكش،وغيرها من المهرجانات التى تحرك وفق نظام مؤسساتي له ميزانيته وفريقة وكوادره وايضا القوانين واللوائح التى تيحرك من خلالها .

وحتى لا نفهم بطريقة مغلوطة .. نحن لا نققل من قيمة الجهود والحراك المبذول من قبل كوادر مهرجان بغداد السينمائي الا اننا نسعي الى ما هو ابعد من كل ذلك ومتجاوزين كل مفردات الخلل الطارئي لعل من بينه ( تأخر وصول الميزانية واعتمادتها وما يتبعها من تحرك خاص بالحجوزات وسمات الدخول وغيرها … )

نحن أمام جهد ايجابي محل التقدير والامتنان ..  ونحن امام جهد وعطاء يتواصل على مدي الاربع والعشرون ساعة

مؤسسة مهرجان بغداد السينمائي

الا ان الطموح يظل عبر فعل مؤسساتي ، بحيث تكون هناك مؤسسة مهرجان بغداد السينمائي، تابعة للجهات الرسمية ، ومن بينها نقابة الفنانين العراقيين، ودائرة السينما والمسرح ، تكون لها ميزانيتها وفريقها، وايضا انشطتها التى تتواصل على مدار العام ، من بينها اقامة الورش المتخصصة،  واستضافة كوادر واقامة الاسابيع السينمائية،  وتنشيط حضور الفيلم العراقي حول العالم ، بالاضافة الى عرس بغداد السينمائي ، ونعنى مهرجان بغداد السينمائي .

ويبقي أن نقول :مهرجان بغداد السينمائي نافذة على الابداع السينمائي العربي .. وما احوجنا ان ينطلق الى افاق ابعد ارحب واخصب .. وعلى المحبة نلتقي ..