على خشبة المسرح الكبير ،بالمركز الثقافي في بورسعيد أسدل الستار على الدورة الأولى ، من مهرجان بورسعيد السينمائي الدولي ، تحت د. أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة ، وبرئاسة الناقد أحمد عسر، ورئاسة شرفية للمنتج هشام سليمان، فيما حملت الدورة اسم ابن المدينة الفنان الراحل محمود ياسين
خلية نحل
خمسة أيام مضت كخلية نحل بين عروض وورش وندوات، كان ختامها احتفاليا بحضور محافظ بورسعيد وعدد من الفنانين وسفير تونس، إلى جانب جمهور امتلأت به القاعة .
الحفل بدأ بعزف السلام الوطني ثم عرض بانتومايم قصير، أعقبه كلمات موجزة لمسؤولي المهرجان رئيسه أحمد عسر شكر الداعمين ووعد بتلافي الأخطاء، بينما وصف هشام سليمان المهرجان بأنه مولود جديد نحتفل بسبوعه مشيدا بتفاعل البورسعيدية ، أما المحافظ محب حبشي، فاعتبر المهرجان “رسالة حضارية” تليق بمدينة صنعت تاريخها بالنضال، وتستحق أن تكون منارة للفن لكن وبعيدا عن الأجواء الاحتفالية فإن القيمة الحقيقية للمهرجان لم تتجسد في افتتاحه أو ختامه، بل في برنامجه الفني ، فمنذ الاعلان عن الملف الصحفي الأولي ظهر أن هناك رؤية واضحة وعروضا مختارة بعناية، وهو ما جعل الدورة الأولى تولد على أرض صلبة، لا كخطوة تجريبية باهتة.
بين الإيجابيات والهفوات
نعم شابت الدورة بعض الأخطاء منها ارتباك في مواعيد بعض العروض، أعطال تقنية محدودة، وبعض الاخطاء التنظيمية لحفلي الافتتاح والختام، لكن هذه الهفوات إذا ما قورنت بمهرجانات عمرها سنوات ولم تضع بعد برنامجا فنيا يحترم وهناك بعض المهرجانات وصلوا للدورة الرابعة او الخامسة تبدوا وكانها حفلي افتتاح وختام ، أما مهرجان بورسعيد يحسب للقائمين أنهم لم يتجاهلوا تلك الأخطاء بل كانوا حاضرين طوال الوقت يعالجون سريعا أي خلل ويعتذرون لضيوفهم بلياقة.
الجمهور.. بطل المشهد
أهالي بورسعيد كانوا البطل الحقيقي قاعات امتلأت، تفاعل صادق مع الورش وحفاوة استقبال للضيوف ، لحظة عرض فيلم (ضي) مثلًا تحولت إلى احتفاء جماعي يؤكد أن المدينة متعطشة للسينما وأنها قادرة على منح أي مهرجان طاقة حياة.
جوائز تؤكد الجدية
الجوائز بدورها جاءت متوازنة وشفافة ، فجائزة الفنار الذهبي لأفضل فيلم روائي طويل ذهبت إلى”House” من أوزبكستان، بينما نالت إسلام مبارك جائزة أفضل ممثلة عن فيلم “ضي” من مصر باقي الجوائز توزعت بين الصين وتونس وفرنسا وكازاخستان وروسيا وتركيا وإسبانيا مما منح المهرجان طابعا دوليا حقيقيا بعيدا عن المجاملات
خطوات نحو المستقبل
لم يكتف المهرجان بالاحتفاء بما تحقق بل أعلن عن خطوات تؤكد رؤيته الإستراتيجية : إطلاق مسابقة لأبناء بورسعيد الموهوبين ، توقيع بروتوكول تعاون مع مهرجان الحمامات السينمائي في تونس، اتفاقية مع المركز القومي للسينما لإقامة نادي سينما بورسعيد، كخطوة لترسيخ الحضور الثقافي في المدينة
قد يقال إن الدورة الأولى لأي مهرجان تغفر لها الأخطاء، لكن دورة بورسعيد لم تكتفِ بالمغفرة، بل كسرت القاعدة بتقديم برنامج متماسك، وجمهور متفاعل، ورؤية واضحة. هكذا خرج المهرجان من عباءة “الحدث العابر”، ليؤكد أن بورسعيد لا تعيش فقط على أمجادها التاريخية، بل تصنع حاضرا ثقافيا يليق بها.