يؤكد مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي، في دورته الثالثة، مكانته كمنصة تعيد الاعتبار لقيمة الفن الموجه للأطفال، ليس فقط عبر العروض المسرحية، بل من خلال تكريم رموز الإبداع الذين أثْروا وجدان الأجيال. وجاء تكريم النجم الكبير يحيى الفخراني ليضيف للمهرجان بعدًا إنسانيًا وفنيًا عميقًا، باعتباره أحد أبرز من قدّموا الفن كرسالة تربوية وجمالية في آن واحد.
جاء حفل التكريم عقب عرض مسرحيته “الملك لير” على المسرح القومي، حيث سلّم درع وشهادات التقدير كل من الأستاذة الدكتورة غادة جبارة رئيس أكاديمية الفنون والرئيس الشرفي للمهرجان، والدكتورة داليا همام مؤسس ورئيس المهرجان، والدكتور أيمن الشيوي مدير المسرح القومي وعضو اللجنة العليا للمهرجان، في مشهد حمل الكثير من الرمزية والتقدير لمشوار فني امتد لعقود من التأثير والصدق الإبداعي.

وفي كلمته المؤثرة عقب التكريم، قال الفخراني: أعتبر الطفل أهم جمهور بالنسبة لي، لأنه الأكثر صدقًا وتلقائية… الطفل هو المعيار الحقيقي لنجاح أي عمل فني.”
هذه الجملة وحدها تلخّص فلسفة الفخراني الفنية، إذ يرى في براءة الطفل واختباره العفوي للأعمال الفنية المقياس الأصدق للجودة. فالفن بالنسبة له ليس ترفًا، بل وسيلة للتربية الوجدانية وتشكيل الحس الإنساني منذ الصغر.
ويأتي هذا التكريم ضمن توجه المهرجان لتسليط الضوء على القيم الفنية والتربوية، وليس فقط على الإنتاج المسرحي، إذ يجمع بين الفن والثقافة والوعي المجتمعي، تحت رعاية جمعية الفن والثقافة “بتاح”، وبالدعم الأدبي من وزارة الثقافة المصرية، وبتعاون مع وزارة الشباب والرياضة، وأكاديمية الفنون، ونقابة المهن التمثيلية.
إن تكريم يحيى الفخراني في مهرجان الطفل العربي ليس مجرد لحظة احتفاء بفنان كبير، بل هو إشادة برؤية تؤمن بأن الفن الموجه للطفل هو حجر الأساس لبناء ذائقة أمة بأكملها.
