عبدالستار ناجي
يذهب المخرج الايطالي ماريو مارتوني في فيلمه الجديد «فوري » الى منطقة شديدة الحساسية حيث السجن كمحطة اساسية للاكتشاف . وانعاش النبض الانساني من اجل اكتشافات صداقات جديدة وتحفيز الذات للابداع في مجال الكتابة في ظل ثراء الشخوص التى تحيط بك .
مشيرين الى ان قائمة الأفلام التي تقدم عقوبة السجن كتجربة محسّنة للحياة قصيرة كثيرة ومتعددة . فيلم ماريو مارتون الأخير “فوري”.ياخذنا الى حكاية الكاتبة الإيطالية الراحلة غولياردا سابينزا التى قضت خمسة أيام فقط خلف القضبان في منتصف الخمسينيات من عمرها، بتهمة سرقة مجوهرات صديقتها.
خرجت من السجن مدّعيةً أنها وجدت قبولًا وتفهمًا أكبر بين زملائها السجناء مقارنةً بالأوساط الفكرية الإيطالية التي أمضت عقودًا في محاولة اختراقها، سواء كنتَ على دراية بأعمال سابينزا أم لا – وخارج إيطاليا، فالإجابة الأرجح هي “لا” – يبدو هذا مادةً جيدةً لفيلم سيرة ذاتية مركّز ومؤثر. لكن فيلم مارتون المكرر وغير الخطي المملّ يحاول تقديم شيء أكثر انطباعيةً وشموليةً، بنتائج مكتومة عاطفيًا، وأحيانًا استغلالية بشكلٍ غريب.
نوستالجيا
بعد سلسلة طويلة من الأفلام الروائية التي عرضت لأول مرة في البندقية، والتي تأثر العديد منها بالتاريخ والتقاليد الوطنية الإيطالية، والتي يمكن اعتبارها، من الناحية الدبلوماسية، ذات أهمية محلية بالدرجة الأولى، عاد مارتوني إلى مسابقة كان وإلى العديد من أسواق الأفلام الفنية العالمية – بفيلم “نوستالجيا” لعام 2022، وهو دراما جريمة نابولية رائعة وجذابة، يعززها حضور النجم بييرفرانشيسكو فافينو.
وقد عاد أول فيلم روائي طويل للمخرج البالغ من العمر 65 عامًا منذ ذلك الحين إلى قسم الأفلام الروائية في كان، على الرغم من أنه يبدو وكأنه عودة إلى نوع أقل جاذبية على نطاق واسع. ورغم أن اختيار فاليريا جولينو، المخضرمة في مجال أفلام الروائية المتميزة ، لدور سابينزا يمنح الموزعين العالميين شيئًا يتمسكون به، إلا أن هذه الصورة المنعزلة والغامضة سرديًا .
مع فاليريا جولينو كل من ماتيلدا دي انجليه وايلودي دي باتريزي وكورادو فورتينا وعدد من النجوم وقد تعاون مارتوني مع ابوليتا دي ماجو في كتابة السيناريو وصاغ الموسيقي التصويرية فاليريو فجلار والذى اضاف الشس الكثير من المضامين لابعاد الفيلم الذى ظل يتشغل على ثيمة الصداقة والكتابة واكتشاف الذات في خضم الازمات .
ويبقي ان نقول .. فيلم “فوري “- بالايطالية – خارج – سينما مشبعة بالحسن والنبض الانساني الشذى والثري .