اختتم مهرجان مراكش الدولي للفيلم دورته الثانية والعشرين مساء 6 ديسمبر 2025، في احتفال مميز احتضنه قصر المؤتمرات، حيث توِّج الفيلم التونسي “سماء بلا أرض” للمخرجة أريج السحيري بـ النجمة الذهبية، بعد منافسة قوية وعروض تنوّعت بين التجريب والابتكار على مدار تسعة أيام.
وأشادت لجنة التحكيم، برئاسة المخرج العالمي بونغ جون هو، بالعمل الفائز لما يحمله من شاعرية ورؤية سينمائية جريئة تنفتح على العالم من منظور إنساني بليغ.
جوائز المهرجان
كما منحت اللجنة جائزتها الكبرى مناصفة بين فيلمي “بابا القذافي” و”ذاكرة” اللذين تميّزا ببصمتهما الشخصية وقراءتهما العميقة لمحطات تاريخية وإنسانية.
وذهبت جائزة الإخراج إلى أوسكار هدسون عن فيلمه “دائرة مستقيمة”، بينما حصدت ديبورا ناني لوبي جائزة أفضل ممثلة عن دورها في “سماء بلا أرض”، وتوّج أكينولا ديفيز جونيور بجائزة أفضل ممثل عن فيلم “ظل أبي”، إلى جانب تنويهات خاصة لعدد من الأداءات المتميزة.

تكريمات بارزة
وشهدت الدورة لحظات مؤثرة خلال تكريمات بارزة، أبرزها تكريم النجمة جودي فوستر التي قدّمت كلمة بليغة حول أثر السينما في الكشف عن هشاشتنا الإنسانية وقدرتها على جمع الناس في مساحة واحدة من الحلم والتأمل.
كما كان لتكريم الفنان المصري حسين فهمي وقع خاص لدى الجمهور، بعدما استعاد ذكرياته مع مراكش التي احتضنت أحد أوائل أفلامه في سبعينيات القرن الماضي.
واحتفى المهرجان كذلك بالممثلة المغربية القديرة راوية، والمخرج العالمي غييرمو ديل تورو الذي وصف مراكش بـ”النافذة الدائمة على السينما العالمية”.
ورشات الأطلس
وعلى صعيد الصناعة السينمائية، رسّخت ورشات الأطلس حضورها كمختبر إبداعي محوري في المنطقة، إذ جمعت 28 مشروعًا سينمائيًا واعدًا بمشاركة أكثر من 350 مهنيًا من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز الدور المتنامي للمهرجان في دعم الأصوات الجديدة وتحفيز الإنتاج المشترك.
كما واصل المهرجان بعده الاجتماعي تحت رئاسة صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، عبر حملة جديدة لمكافحة العمى استفاد منها سكان المناطق المتضررة في تحناوت والحوز، من خلال أكثر من 3000 فحص طبي و400 عملية جراحية لعلاج الساد.

إقبال جماهيري
وسجّل المهرجان إقبالًا جماهيريًا واسعًا، حيث تجاوز عدد الحاضرين للعروض 47 ألف متفرج، إلى جانب مشاركة قوية من الأطفال واليافعين ضمن برامج الجمهور الناشئ، في تأكيد على الدور الثقافي للمهرجان في بناء علاقة مستدامة بين الأجيال والسينما.
وهكذا اختتمت دورة اتسمت بالجرأة والتجدد، وقدّمت حوارات ملهمة واكتشافات لافتة، بينما يواصل مهرجان مراكش ترسيخ مكانته كجسر حيّ يجمع بين صناع السينما ومحبيها، ويحتفي بقوة الفن السابع في أرقى صورها.
