نورا أنور تكتب : بورسعيد السينمائي دورة أولى بمعايير احترافية

أن تبدأ مهرجانا سينمائيا في مدينة بحجم وتاريخ بورسعيد ليس أمرا سهلا وأن تنجح منذ الدورة الأولى في تقديم صورة احترافية يعد تحديا مضاعفا.

لكن مهرجان بورسعيد السينمائي، الذي يتم إقامة دورته الافتتاحية في الفترة من 18 إلى 22 سبتمبر 2025 برعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد هنو وبرعاية وإشراف اللواء محب حبشي محافظ بورسعيد أثبت أن الرؤية الواضحة والعمل الجماعي قادران على صناعة الفارق.

الملف الصحفي

من اللحظة التي قرأت فيها الملف الصحفي، وجدت أن المهرجان يسير وفق معايير دقيقة .. الملف الصحفي الذي صدر عن الدورة الأولى جاء متكاملا ووافيا ومنظما بعناية وهو أمر نادر في البدايات إذ اعتادت مهرجانات مصرية وعربية عديدة أن تطلق ملفاتها الأولى مرتبكة أو فقيرة في المحتوى ما يترك انطباعا سلبيا لدى الصحافة والجمهور .

أما في مهرجان بورسعيد فقد أرسى الملف معيارا مختلفا كاشفا عن وعي القائمين على المهرجان بأهمية التفاصيل الصغيرة التي تصنع الانطباع الأول.

يقف وراء هذا الجهد فريق عمل متكامل برئاسة الناقد السينمائي أحمد عسر ورئاسة شرفية للمنتج هشام سليمان فيما تولت المنسق العام الفني المخرجة أميرة الفقي إعداد الملف الصحفي بلمسة جمعت بين الحس الفني والدقة الإدارية

وكما يقال “الجواب يبان من عنوانه” فقد بدا واضحا أن المهرجان لا يكتفي بالرهان على عروض الأفلام أو أسماء الضيوف بل يسعى منذ البداية لتأسيس مؤسسة ثقافية راسخة

برنامج يعكس الطموح

برنامج المهرجان يعكس هذا الطموح إذ تعرض خلال أيامه الخمسة أفلام عربية ودولية طويلة وقصيرة ووثائقية إلى جانب أفلام الطلبة “مشروعات التخرج”

كما يشمل البرنامج ندوات ثقافية وجلسات نقاشية بمشاركة نخبة من صناع السينما من داخل مصر وخارجها

بالإضافة إلى فعاليات موازية خارج المسابقة الرسمية بما يمنح الجمهور والمشاركين مساحة واسعة للحوار والتفاعل .

وتحمل الدورة الأولى إهداء لاسم الفنان الكبير محمود ياسين ابن مدينة بورسعيد في لفتة تحمل دلالة رمزية تجمع بين تاريخ المدينة الفني ورموزها الثقافية

أما حفل الافتتاح فتقدمه الإعلامية چاسمين طه بحضور ضيوف المهرجان وضيف شرفه هذا العام دولة تونس احتفاء بتاريخها السينمائي الحافل

كما يخصص المهرجان مساحة للجالية اليونانية في بورسعيد من خلال عرض فيلم وثائقي يوثق حياتهم داخل المدينة إضافة إلى مشاركة مميزة من المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة مع توفير لغة الإشارة في الفعاليات والندوات تعزيزا لشمولية الحدث .

بالمقارنة مع تجارب مهرجانات أخرى واجهت انتقادات في بداياتها بسبب ضعف الجانب الإعلامي أو غياب الرؤية ينجح مهرجان بورسعيد السينمائي في تجاوز هذا الاخطاء المعتادة مقدما دورة أولى تبنى على أسس صلبة

هكذا قرر صناع المهرجان ان تكون الدورة ليست مجرد احتفالية عابرة بل خطوة جادة لتأسيس تقاليد مهنية وفنية تضع بورسعيد في موقع مميز على خريطة المهرجانات السينمائية المصرية .