توفى الفنان الكبير نبيل الحلفاوي، اليوم الأحد، عن عمر ناهز 77 عامًا، وذلك بعد تعرضه لوعكة صحية شديدة بسبب مشاكل في الصدر، ونقل الفنان الراحل إلى المستشفى، الثلاثاء الماضي، وتم حجزه في غرفة العنتية المركزة ، وتدهورت حالته الصحية في الساعات الأخيرة حتى رحل عن عالمنا.
ونشر الحساب الرسمي ، للفنان الكبير الراحل نبيل الحلفاوي، تغريدة يعلن فيها أولاده عن رحيل “القبطان”، حيث أعلنوا عن موعد صلاة الجنازة اليوم الأحد 15 ديسمبر، بمسجد الشرطة بالشيخ زايد ، بعد صلاة العشاء
وجاءت التغريدة كالآتي: “مش القبطان اللي كاتب التويتة ديه للأسف.. إحنا ولاده وليد وخالد الحلفاوي.. الوالد ربنا استجاب لدعاه ، ولم يمر بعذاب طويل مع مرض وألم طويل، كان دائمًا بيدعي بكده وربنا ما خذلوش.. شكرًا على كل الحب والدعاء، وصلاة الجنازة اليوم الأحد 15 ديسمبر بمسجد الشرطة زايد بعد صلاة العشاء”

فنان هادئ الطباع
نبيل الحلفاوي فنان هادئ الطباع متوار عن الأضواء، تتسم ملامحه بالجدية التامة، وعلى نفس الدرجة تتميز تصرفاته سواءً في تصوير أعماله أو ترتيب شؤونه في حياته الخاصة، لكن هذه السمات لا تتناسب مع المجال الذي قرر إقحام نفسه فيه، وعن ذلك قال: «كفاية الظهور الدرامي حتى لو كان قليلا».
من هذا المنطلق يفرض الفنان نبيل الحلفاوي نفسه بقوة من خلال الشخصيات التي يجسدها، لكنه يحرم الكثيرين من الاقتراب من تفاصيل حياته الشخصية ويرفض الظهور الإعلامي أو الإدلاء بتصريحات صحفية، مكتفيًا بما يدونه على حسابه الخاص بموقع التواصل الاجتماعي «إكس» (تويتر سابقا).
7 ملايين متابع علي «إكس»
يحظى الحلفاوي بنحو 7 ملايين متابع على المنصة الإلكترونية«إكس» ، ما يساعده على تقليل الفجوة بينه وبين الأجيال الجديدة ويعوضه عن التفاعل المباشر القادم من الشارع، لكنه على الجانب الآخر مُقِّل في ظهوره الإعلامي، إذ سبق أنْ فسر ذلك في أحد حواراته التلفزيونية النادرة بأنَّ تركيبته الشخصية تتناقض مع طبيعة مهنته كممثل فهو لا يحب الظهور
كما أنه يكتفي بإطلالته على الجمهور من خلال الأدوار الدرامية التي يجسدها، إضافة إلى أنه يجد أن كلامه قد لا يكون مفيدًا مفضلًا إفساح المجال لمن يلقون الضوء على تفاصيل حول قضايا مهمة قد تكون غائبة عن الكثيرين.
رغم أنَّ لديه ملايين المتابعين على منصة إكس، يؤمن الممثل القدير بأنَّه ليس شرطًا أن يكون جميع متابعيه من المحبين له، وأيضًا لا يعني ذلك أنه يتمتع بفصاحة القول والرأي السديد، بل يرجع ذلك إلى أنَّ الشخصية العامة أو الشهيرة تحظى باهتمام الجمهور، ما يؤكد على أنه رغم شهرته الواسعة كان بداخله قناعات التواضع وعدم المبالغة في تقدير الذات.
النشأة
في 22 إبريل 1947 كان حي السيدة زينب على موعد لاستقبال الطفل نبيل محمد الحلفاوي، وهي المنطقة التي عاش وتربى فيها قبل أن يغوص في مشكلات الحياة وظروفها مع بلوغه مرحلة الشباب
بداية المشكلات التي واجهها «نبيل» في شبابه تمثلت في وجهة دراسته العليا، فهو كان محبًا للهندسة وبالفعل التحق بكليتها، لكن رغبة أسرته كانت قوية وأرغموه على عدم إكمال دراسته في كلية الهندسة، ودراسة الضيدلة ، لأن أخواله كانوا يمتلكون شركات للأدوية وفي حاجة ماسة لصيدلي.
تخبط
ولم يحب دراسة الصيدلة بعد التحاقه بكليتها ، لكنه عمل في شركات أخواله إلى أن أممها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، وعلى إثره انقطع عن المجال برمته والتحق بكلية التجارة وتخرج فيها بقسم إدارة الأعمال عام 1966.

بداية الطريق
بدأ يتلمس موهبته الفنية داخل مسرح كلية التجارة، وعن تلك الفترة يروي: «وأنا في كلية تجارة واحد صاحبي كان بيحب بنت، قال لي تعالى نطلع نشوف فلانة في المسرح في الدور التالت، طلعت معاه وقعدنا، هي كانت بتشتغل وبتعمل بروفة».
ورغم انتهاء البروفة إلا أنه أُعجب بهذا الجو، ليتوجه فيما بعد إلى المخرج ويطلب منه أن يشارك في العروض، وقتها حصل على دورين وجسد أحدهما ونال إعجاب الآخرين: «المخرج قال لي إنت متأكد إنك ما مثلتش قبل كده؟، قولت له اه والله العظيم، وبقيت بعدها من البيت للمسرح ومن المسرح للبيت وتقرر المصير».
استقرار ويقين
وجد «الحلفاوي» أخيرًا استقراره داخل معهد الفنون المسرحية، وكان طالبًا ضمن دفعة عام 1970 المشهورة بـ«دفعة المشاهير»، لأن زملاءه كانوا محمد صبحي ولطفي لبيب وشعبان حسين وهادي الجيار ويسري مصطفى، ودرّس لهم الراحل سعد أردش، ونجح فى أن يحتل المرتبة الأولى.

معلي قانون .. غوايش
بعد طول انتظار أثمرت جهوده في دخول عالم المجد والشهرة، وبدأ حياته الفنية في سبعينيات القرن الماضي بمشاركته في عدة أ جاء ارتباط الجمهور للمرة الأولى بالنجم نبيل الحلفاوي من خلال مسلسل ” غوايش” ذائع الصيت في عام 1986، مجسدًا دور المعلا قانون، هذا الارتباط والحب الذي لم تنقطع أواصره طوال عقود من التمثيل، لينطلق في مسلسلات تلفزيونية مميزة، منها “الحب وأشياء أخرى”، و”لا إله إلا الله”، و”رأفت الهجان”، و”دموع صاحبة الجلالة”.

الزيني بركات
وفي منتصف التسعينيات من القرن الماضي حقق الحلفاوي نجاحًا لافتًا للنظر من خلال مشاركته في مسلسلات” الزيني بركات”، و”زيزينيا”، وأيضًا فيلمه ذائع الصيت “الطريق إلى إيلات”، إذ كان يجيد اختيار أدواره التي يشعر بأنها مناسبة له ويستطيع الإبداع ووضع لمسته الخاصة فيها، ما جعلها تصل إلى الجمهور بمصداقية شديدة، ويصبح أحد أبرز نجوم جيله، رغم قلة أعماله لأنه لا يستطيع المشاركة في عملين بوقت واحد، من منطلق رغبته في التفرغ للشخصية التي يجسدها، لدرجة أنه اعتذر عن أعمال فنية أكثر مما وافق عليها.

ونوس ودهشة
الفنان الشهير بلقب القبطان واصل الإبداع في العديد من المسلسلات التلفزيونية، منها “ونوس” و”دهشة” مع صديقه النجم يحيى الفخراني، و”المصراوية”، و”القاهرة كابول”، مقدمًا نموذجًا للفنان الحريص على اختيار أدواره بعناية شديدة، رافضًا أن يكلف نفسه بأعباء مالية قد تجله يقبل أعمال من أجل المقابل المادي فقط، ليكتسب يومًا بعد الآخر محبة واحترام الجمهور، الذي لا يتوقف عن كتابة ملايين من رسائل المحبة والدعاء له بالشفاء وتخطي أزمته الصحية.
كانت آخر أعماله الفنية هو مسلسل «تسليم أهالي»، الذي عُرض في 2022، إذ قدم دور صاحب الشركة، ولكن تواجد نبيل في السنوات الأخيرة، لم يتعلق فقط بالأعمال الفنية

زيجتان
«الحلفاوي» لا يتحدث عن حياته الأسرية في أي من المرات القليلة التي ظهر فيها على وسائل الإعلام، لكن حسب المتاح سبق أن تزوج من الفنانة فردوس عبدالحميد وأنجب منها «خالد»، الذي أصبح أحد أشهر المخرجين السينمائيين في الوقت الحالي، واستمر زواجهما 5 سنوات أما زوجته الحالية فهي السيدة «نادية»،
