“البوسطجي” رائعة “يحيى حقى” و”حسين كمال”

فيلم “البوسطجي ” اختير ضمن أفضل 100 فيلم عرض فى السينما المصرية ، وكتب السيناريو صبرى موسى وزوجته دنيا البابا وأخرجه وأنتجه المخرج حسين كمال وهو بطولة شكرى سرحان وزيزى مصطفى وصلاح منصور وسهير المرشدى

. يحكى الفيلم قصة بوسطجى يعمل فى مكتب بريد كوم النحل باسيوط هو عباس افندى ، يبدأ من لحظتها في المقارنة بين البيئتين، القاهرة حيث السهر ووسائل الرفاهية، والقرية البدائية بما تمثله من ملل وكآبة، ولكن لم تكن تلك المشكلة الوحيدة، فمع أول معاملة بينه وبين رجال القرية، يجد جشع واستغلال العمدة عندما يطلب منه أن يستأجر منزلا للإقامة.

يعانى”عباس” من معاملة أهل القرية له باعتباره غريبا على القرية الصعيدية ، ويتعرف على غجرية ويواعدها ليلا ويفتضح امره فيرجمها اهل القرية بالحجارة ويطردوها إلا أنه ينتقم من أهل القرية ويفتح خطاباتهم الصادرة والواردة اليهم ، ويقع فى يده خطابات من جميلة إلى حبيبها خليل فى الغربة وخطابات خليل إليها التى كانت تصلها على مكتب البريد باسم أم أحمد الخادمة.

ومع مرور الوقت، يلمس البوسطجى فيهم طبائع النفاق وتدبير السوء

 ويظهر ذلك في مشاهد متنوعة، أبرزها المشهد الذي يستضيف عباس “الغازية” في منزله، فيجد تجمهرًا أمام المنزل، مطالبين له بأن يكف عن أفعاله المنافية للأخلاق، ليثور ويبدأ في تحديهم، تذهب فيه “جميلة” ابنة “سلامة” أحد أعيان القرية لتلتحق بالمدرسة “الأمريكانية” التى افتتحت أبوابها فى أسيوط على بعد عشرين كيلو من القرية

وفى المدينة تقع جميلة فى حب خليل الطالب بالمدرسة، ثم تقع فى الخطيئة التى يكتشفها عباس من خلال فتحه الخطابات المتبادلة بين الحبيبين بمكتب البريد رغبة فى التسلية وقتل الفراغ والملل الذى يشعر به

وفي ذات اللحظة التى كان عباس يبحث عن جميلة ليسلمها الخطابات المفقودة، لكنه صعق للمشهد الجنائزي المؤلم، بانتهاء حياة جميلة قتلا على يد والدها غسلا للعار وانتقاما للشرف،حيث حملها والدها وهى قتيلة وطاف بها القرية كلها، وتأكد عباس أنه أحد المتسببين لما حدث، ليهيم على وجهه ملقيا بالخطابات التي معه، وتتناثر في الهواء.