كتبت: حنان فهد
في مشهد تتسارع فيه التحولات داخل الصناعة السينمائية العربية، برزت أسماء ساهمت في تطوير المنظومة من الخارج، عبر بناء منصات دعم بديلة وخلق مساحات عرض للفيلم العربي في السياقات الدولية. من بين هذه الأسماء، يأتي محمد قبلاوي، المنتج والمخرج الفلسطيني السويدي، الذي تم تكريمه ضمن فعاليات أيام القاهرة لصناعة السينما، المصاحبة للدورة 46 من مهرجان القاهرة السينمائي الدولي.
تكريم في القاهرة لمسيرة مستقلة أعلن مهرجان القاهرة عن منح جائزة شرفية لمحمد قبلاوي، تقديرًا لدوره في تأسيس مهرجان مالمو للسينما العربية، الذي أصبح على مدى أكثر من عقد واحد من أبرز المنصات الأوروبية المخصصة للفيلم العربي. يهدف هذا التكريم إلى تسليط الضوء على الجهود الفردية التي ساهمت في نقل السينما العربية إلى الجمهور الأوروبي وفتح حوارات ثقافية جديدة حولها.

تجربة مهنية متعددة الأبعاد
بدأ قبلاوي مسيرته كمخرج ومنتج لأفلام وثائقية، قبل أن ينتقل إلى تأسيس المهرجانات والمبادرات السينمائية. يقف خلف عدة مشاريع ثقافية في السويد تركز على التبادل الثقافي، وتنظيم ورش لصنّاع السينما العرب في المهجر. تحت قيادته، تطور مهرجان مالمو ليصبح ملتقى لمهنيي الصناعة، منتجين ومخرجين وموزعين من العالم العربي وأوروبا.
مساهمات معترف بها دولياً لم يكن تكريم القاهرة الأول، إذ سبق أن حصل قبلاوي على جائزة الثقافة لمدينة مالمو لعام 2025، تقديراً لإسهاماته في المشهد الثقافي السويدي، بالإضافة إلى جائزة الصناعات الإبداعية لعام 2023، وجائزة شخصية العام في السينما العربية 2022، وهو ما يعكس التقدير الدولي لمسيرته.
أهمية التكريم في توقيت استثنائي جاء هذا التكريم في وقت يشهد فيه العالم العربي تحولات كبيرة في فضاء الإنتاج السينمائي المستقل، حيث تتصاعد الحاجة إلى منصات دعم مستقلة تتجاوز المؤسسات الرسمية. ويؤكد هذا التقدير في مهرجان القاهرة على أهمية التكامل بين المهرجانات داخل المنطقة العربية وتلك القائمة خارجها في دعم المشهد السينمائي.
