أول مائدة مستديرة حول إعلام الخدمة العامة بالجامعة البريطانية في مصر

نظّمت كلية الإعلام والاتصال الجماهيري بالجامعة البريطانية في مصر أول مائدة مستديرة من نوعها تحت عنوان: “النهوض بقيم الخدمة العامة في استراتيجيات الإعلام الوطني بين الأكاديميين وصناع السياسات”.

جاءت المائدة بحضور الكاتب أحمد المسلماني، رئيس الهيئة الوطنية للإعلام، ود. محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية في مصر، ود. ودودة بدران، نائب رئيس الجامعة للعلوم الاجتماعية، ود.عادل صالح، عميد كلية الإعلام، إلى جانب نخبة من الخبراء وأساتذة الإعلام والعلوم السياسية بجامعة القاهرة، والجامعة الأمريكية بالقاهرة، وأعضاء هيئة التدريس بالجامعة.

جولة بكلية الإعلام

وقام أحمد المسلماني بجولة داخل كلية الإعلام، تفقد خلالها المعامل المرئية والإذاعية، وأبدى إعجابه بالإمكانات التقنية والبنية التحتية الحديثة التي توفرها الكلية لدعم العملية التعليمية والتدريب العملي للطلاب، مؤكداً أن مثل هذه الإمكانيات تمثل نموذجاً يحتذى في إعداد الكوادر الإعلامية المؤهلة.

وفي كلمته خلال المائدة المستديرة، أعرب المسلماني عن بالغ تقديره للجامعة البريطانية على استضافتها لهذا الحوار الحيوي، مشيراً إلى أهمية التكامل بين المؤسسات التعليمية والإعلامية لبناء جيل واعٍ ومؤهل.

وأوضح أن الهيئة الوطنية للإعلام شرعت منذ توليه رئاستها في تنفيذ خطة تطوير طموحة تمتد حتى عام 2030، ترتكز على أربعة محاور رئيسية تشمل الاعتماد علي الاقتصاد الابداعي بأعمدته الأربعة  للمربع الذهبي للقوي الناعمة المصرية بمرجعيتها العربية والاسلامية والمسيحية والحضارة المصرية القديمة، من خلال آليات تطوير  تتضمن تحديث القنوات التلفزيونية والاذاعية الأهم، إعادة بث الإذاعات المصرية على النطاق العالمي، تطوير البنية التكنولوجية، والإنتاج الإعلامي والدرامي.

إمكانات بشرية وفنية

وأضاف أن الهيئة أطلقت عدداً من المبادرات أبرزها تحديث اذاعة القرأن الكريم وامداه بنحو الف تلاوة نادرة لأهم الأصوات المصرية ،إعادة بث القنوات المصرية في القارة الأمريكية، وتدشين منصات إذاعية متخصصة مثل “دراما إف إم”، إلى جانب العمل على إطلاق منصة “ماسبيرو بلس” كذراع رقمية حديثة لمواكبة تطورات الإعلام العالمي، وتدشين مركز ماسبيرو للدراسات و أكاديمية الاذاعة والتلفزيون.

كما أشار إلى أن ماسبيرو يمتلك إمكانات بشرية وفنية هائلة، تشمل مدينة الإنتاج الإعلامي، وشركة صوت القاهرة، والنايل سات، مما يؤهله للريادة في مجال إعلام الخدمة العامة.

وخلال الافتتاح ،وجه الأستاذ الدكتور محمد لطفي أعمال المائدة بكلمة رحّب فيها بالحضور، مؤكداً أن الجامعة البريطانية منذ تأسيسها انطلقت برؤية واضحة تقوم على خدمة المجتمع، وأنها تفتح أبواب التعاون مع مختلف المؤسسات الوطنية لتحقيق هذا الهدف، وعلى رأسها الهيئة الوطنية للإعلام.

دعم المجتمع

وأوضح سيادته أن بعض التجارب الإعلامية العالمية الكبرى مثل هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) في لندن، وشبكة “فينيكس” في الصين، أكدت أن مصداقيه الإعلام تأتى من خلال دعم المجتمع، وهو ما يعزز ويحفظ له دوره في التنوير وصون المصلحة العامة، مشيرا الى ان هناك تلاقي مع الأهداف الأكاديمية التى لا تكتمل الا بتأدية دورها لخدمة المجتمع.

ونوّه د.لطفي إلى أن الجامعة تنظر بعين التقدير للجهود الملموسة التي يقودها الأستاذ أحمد المسلماني للنهوض بمؤسسات الإعلام الوطني وتحديث قطاعات ماسبيرو، مشيداً برؤيته نحو إعلام مستقل ومهني يواكب المتغيرات ويتفاعل مع احتياجات المواطنين.

 تطوير المقررات

من جانبها، أكدت د. ودودة بدران، نائب رئيس الجامعة للعلوم الاجتماعية، أن العلوم الاجتماعية، ومنها الإعلام والاقتصاد والعلوم السياسية، تمثل الركيزة الأساسية لفهم المجتمعات وتطورها. وأضافت أن الجامعة البريطانية قامت بتطوير المقررات  لتشمل دمج  تخصصات تتيح بتخريج طلاب لديهم اطلاع معرفي متكامل، وتسعى بإستمرار إلى الانخراط في القضايا الوطنية المحورية، مثمنة الخلفية العلمية والفكرية المتنوعة لرئيس الهيئة الوطنية للإعلام والتي تجمع بين السياسة والاقتصاد والإعلام.

 إعلام الخدمة العامة

ومن جانبه أكد د. عادل صالح، عميد كلية الإعلام والاتصال الجماهيري ،في كلمته بعنوان: “قيم وسياسات إعلام الخدمة العامة”، أن انعقاد هذه المائدة جاء انطلاقاً من حرص الكلية على جمع أضلاع المنظومة المعرفية والتنفيذية، من مراكز بحثية، وجهات حكومية، ومجتمع مدني، وصنّاع قرار. وأشار إلى أن التعليم، والإعلام، واللامركزية هي ركائز النهضة التنموية، مؤكداً أن الكلية ستواصل دراسة العلاقة التفاعلية بين الإعلام والمجتمع، انطلاقاً من التأسيس الثاني للجامعة الذي نعيشه اليوم، والذي يركّز على تعزيز الحوار المجتمعي.

وشدّد د.صالح على أهمية إعلام الخدمة العامة كضرورة سياسية وتنموية تساهم في تشكيل الوعي الجماهيري ودعم التحول الديمقراطي، مشيداً بالتجربة الألمانية في هذا المجال، ومؤكداً أن الجامعة البريطانية، بكلية الإعلام، ستظل شريكاً فاعلاً في دعم هذا التوجه الوطني من خلال العمل والتعاون مع الهيئة الوطنية للإعلام.

حلقة نقاشية

واختتمت الجلسة بحلقة نقاشية أدارتها د.أماني مسعود، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة القاهرة، حيث ناقش المشاركون من خبراء وأكاديميين آليات دعم إعلام الخدمة العامة وضمان استقلاليته، وطرحوا مقترحات لتعزيز دوره في خدمة المجتمع.

وفي الختام، أعلن د.حسن عماد مكاوي، رئيس لجنة قطاع الإعلام بالمجلس الأعلى للجامعات، التوصيات الصادرة عن المائدة المستديرة.

وفي ختام اللقاء، تم الاتفاق على تنسيق آليات التعاون المشترك بين الجامعة البريطانية في مصر والهيئة الوطنية للإعلام، بهدف توظيف الخبرات الأكاديمية المتقدمة للجامعة، والاستفادة من القدرات الإعلامية المتميزة للهيئة ومنصاتها المتعددة، بما يعزز من بناء إعلام وطني مهني ومستدام يخدم المجتمع والدولة والطلاب الدارسين.

كما قام د. محمد لطفي، رئيس الجامعة البريطانية، ود. عادل صالح، عميد الكلية، بتكريم الكاتب أحمد المسلماني وتسليمه درع الجامعة تقديراً لجهوده في تطوير الإعلام الوطني وترسيخ قيم الخدمة العامة.