جميلة الهوني تُعيد وهج المونودراما المغربية بــ”ضريبة العشق”

صفاء أحمد آغا : الرباط / المملكة المغربية

قدّمت الممثلة المغربية جميلة الهوني عرضًا جديدًا بعنوان “ضريبة العشق”، تأليف عبد الحق الزروالي، وبتوقيع المخرج مسعود بو حسين أحد أبرز رواد المونودراما عربياً،  العرض، الذي يميل إلى التجريب، يشتغل على هشاشة الإنسان في علاقته بالحب والذاكرة والخذلان، ويعيد طرح أسئلة الوجدان الأنثوي ضمن صيغة مسرحية مكثفة.

رهان الممثل الواحد

في هذا العمل، تراهن الهوني على حضور الممثل الواحد وقدرته على حمل البناء الدرامي بكامله، مستفيدة من رؤية إخراجية تمنحها مساحة واسعة لاختبار طاقاتها التمثيلية، ويستثمر “بوحسين”، المعروف بدقته في إدارة الممثل وصياغة الدراماتورجيا، الفضاء الفارغ ليحوّله إلى مجال بصري نابض بالحركة والضوء.

تقدّم “ضريبة العشق” حكاية امرأة تواجه وحدتها وأسئلتها الداخلية بعد سلسلة خيبات عاطفية، تتنقل الشخصية بين انكسارات واعترافات ومواجهات، في سرد يضع الحب في موقع “البطل الغائب الحاضر”، القوة التي تحرّك الأحداث وتعيد تشكيل مسار البطلة.

حضور قوي

اعتمدت جميلة الهوني في أدائها على الجمع بين التعبير الجسدي والتحكم في الإيقاع والصوت، ما منح العرض كثافة أدائية جنّبت المونودراما رتابتها المعتادة،  حضورها القوي على الخشبة جعل المتلقي جزءًا من تجربة الاعتراف التي تقودها الشخصية، لا مجرد شاهد عليها.

من جهته، يقدّم مسعود بو حسين إخراجًا يقوم على بساطة السينوغرافيا وذكاء التوظيف الضوئي، لخلق إحساس بالعزلة الداخلية التي تطارد البطلة. الإيقاع المتدرج وتوزيع الحركة داخل فضاء شبه فارغ أسهما في إبراز توترات النص ومضاعفة أثره الدرامي.

تفاعل ايجابي

المسرحية حصدت تفاعلًا إيجابيًا من الجمهور والنقاد، الذين نوّهوا بانسجام النص مع الأداء والإخراج، وبقدرة التجربة على فتح نقاش حول قضايا المرأة والعلاقات الإنسانية في سياقات اجتماعية مضطربة.

بهذا العمل، يواصل كل من جميلة الهوني ومسعود بو حسين تعزيز مكانة المونودراما في المشهد المسرحي المغربي، مؤكدَين أن هذا الشكل الفني ما زال قادرًا على تقديم تجارب مؤثرة عبر صوت واحد، لكن بطاقة جمالية عالية