«وجع الفراق» يلامس القلوب… مهرجان القاهرة يودّع سامح عبد العزيز

نظّمت إدارة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46 ندوة تأبينية مؤثرة للمخرج المصري الراحل سامح عبد العزيز، الذي توفي صباح الخميس 10 يوليو 2025 إثر أزمة صحية مفاجئة عن عمر ناهز 49 عامًا.

وأقيمت الندوة بالمسرح المكشوف بدار الأوبرا المصرية بحضور عدد كبير من الفنانين والمحبّين الذين حرصوا على إحياء ذكرى واحد من أبرز مخرجي السينما المصرية في العقدين الأخيرين.

استهلت الندوة بعرض الفيلم القصير «وجع الفراق»، الذي أخرجته جميلة سامح عبد العزيز، ابنة المخرج الراحل، ويشارك في بطولته الفنان خالد الصاوي ومريم المهدي. الفيلم، الذي تبلغ مدته عشر دقائق، شارك في صناعته مدير التصوير عمر كمال، المكساج طارق علوش، المونتاج لوجين حازم، والموسيقى التصويرية لإبداع تامر كروان.

التعبير عن الجزن

وكشفت جميلة خلال الندوة أنها كتبت النسخة الأولى من الفيلم بعد يوم واحد فقط من وفاة والدها، معتبرة أن السينما كانت سبيلها الوحيد للتعبير عن حزنها العميق. ولم تستطع تمالك دموعها عقب عرض الفيلم، موجّهة الشكر لكل من دعمها في إنجاز هذا العمل.

الفنان خالد الصاوي لم يتمالك دموعه هو الآخر، مؤكدًا أن علاقته بالراحل تجاوزت حدود الزمالة إلى صداقة عمر. وقال إنه لم يحتج وقتًا لتقمّص الشخصية التي قدّمها في الفيلم، لأن سامح كان جزءًا أصيلًا من حياته الفنية والإنسانية، مضيفًا: «كنا نتعلم من بعضنا… أنا وسامح وخالد صالح، وكل واحد فينا كان يعتبر الآخر أستاذه». كما حرص الصاوي على توجيه الشكر للفنان حسين فهمي، رئيس المهرجان، مشيدًا بدعمه الدائم للشباب وروح الحياة التي ينقلها إليهم.

رسالة حميمية من جميلة لوالدها

أما المخرج وائل فرج، فأكد أن الراحل كان بمثابة شقيق له، وله فضل كبير عليه فنيًا وإنسانيًا. واعتبر أن فيلم «وجع الفراق» كان رسالة حميمية من جميلة لوالدها بلغة السينما التي كان يعشقها ويفهمها. فيما أعرب الفنان تامر فرج عن امتنانه لسامح عبد العزيز لدوره في انطلاقته الفنية من خلال برنامج «دربكة» ثم مسلسل «الحارة»، لافتًا إلى أن دعمه لابنة شقيقته واجب إنساني وفني.

وتحدثت داليا، والدة جميلة، مؤكدة أن ابنتها ذكّرتها ببدايات الراحل الذي حلم طويلًا بأن يكون مخرجًا سينمائيًا منذ دراسته في معهد السينما، فيما عبّرت شقيقتا جميلة عن فخرهما بما قدمته في فيلم استطاع أن يجسد مشاعر العائلة بأمانة وصدق.

وفي ختام الندوة، أكدت جميلة سامح عبد العزيز أنها ستظل فخورة بفيلم «وجع الفراق» مدى حياتها، معتبرة إياه أهم عمل ستقدمه مهما صنعت من أفلام لاحقًا، مشددة على عزمها استكمال مسيرة والدها الإبداعية.

وتأتي هذه المبادرة تقديرًا لإسهامات المخرج الراحل في إثراء السينما المصرية على مدى عشرين عامًا، وتأكيدًا من مهرجان القاهرة السينمائي على دوره في تخليد رموز الفن والاحتفاء بمن تركوا أثرًا خالدًا لدى الجمهور.