ذاكرة وطن… من بغداد إلى أربيل يتكلّم العراق ويستعيد ذاكرته

صفاء أحمد آغا

في خطوةٍ تعبّر عن عمق العلاقات الأخوية بين دولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية العراق، تطلق شركة بلا حدود للإنتاج الفني والسينمائي في العراق وباشراف ورعاية مؤسسة أبوظبي للإعلام، المشروع الوثائقي الأضخم في تاريخ المنطقة: “ذاكرة وطن – Memory of a Nation”، الذي يعيد رسم ملامح العراق الحديث بعد عام 2003، برؤيةٍ فنيةٍ وتاريخيةٍ غير مسبوقة تمتد من بغداد إلى إقليم كوردستان العراق.

العمل الملحمي

يتناول هذا العمل الملحمي المحطات المفصلية في تاريخ العراق الحديث، من خلال قراءةٍ بصريةٍ لمسيرة أبرز القادة الذين أسهموا في بناء الدولة العراقية الجديدة وترسيخ حضورها السياسي والأمني والاقتصادي، سواء في بغداد أو في إقليم كوردستان.
لقد واجه هؤلاء القادة تحدياتٍ هائلة في مرحلة ما بعد التغيير، فكان بعضهم رموزًا لحقبةٍ من التحوّل والاختبار الوطني، وساهموا في صياغة ملامح العراق المعاصر الذي يتطلع اليوم إلى المستقبل بثقةٍ ووحدةٍ وإرادة.

ويمتد العمل ليغوص في أهم الأحداث التي هزّت العراق والعالم بعد عام 2003، ومنها:

• اسرار سقوط الموصل عام 2014 وما ترتّب عليه من تحولات كبرى.
• مأساة الإيزيديات التي أيقظت الضمير الإنساني العالمي.
• سرقة اثار متحف الموصل ورفات النبي يونس عليه السلام وما رافقها من دمارٍ للتراث الديني والإنساني.

كركوك… النار الأزلية وتنوّع الهويات

فيلم وثائقي يتناول حكاية مدينةٍ عراقيةٍ فريدةٍ تجمع بين التاريخ والنفط والتنوّع الإنساني، لتبقى كركوك رمزًا للتعايش ومفترقًا للثقافات التي شكّلت وجه العراق الحديث.
يرصد الفيلم ملامح الجغرافيا والسياسة والهوية في مدينةٍ ظلّت عبر العقود مرآةً لتحديات الوطن وفرصه، وموضع أملٍ بأن يكون تنوّعها مصدرَ قوةٍ لا خلاف

• تحولات المجتمع العراقي وتاريخ العشائر والقبائل العراقية ودورها في صون وحدة البلاد وهويتها الجامعة.

“ذاكرة وطن” ليس مجرد وثائقي، بل ملحمة وعي ووفاء تفتح صفحات العراق أمام العالم، لتقول إن هذا الوطن العظيم لا يروى عنه… بل هو من يروي نفسه.

إن رعاية دولة الإمارات العربية المتحدة عبر مؤسسة ابوظبي الاعلامية لهذا العمل ودعمها له تمثل امتدادًا لنهجها الثابت في تعزيز قيم الأخوّة العربية، ودعم المشاريع الثقافية التي تُسهم في توثيق ذاكرة الشعوب وصون هويتها.
فمن خلال مؤسسة أبوظبي للإعلام، تؤكد الإمارات حضورها الريادي كدولةٍ تتبنّى المعرفة والفن والإعلام الإنساني جسورًا للتقارب والتفاهم بين الأمم، ودعمًا لمسيرة العراق في نهوضه واستقراره.

إن هذا التعاون الثقافي والإعلامي بين البلدين الشقيقين يعدّ نموذجًا عربيًا رائدًا في توظيف القوة الناعمة لخدمة الإنسان العربي وصون تاريخه، وترسيخ قناعةٍ راسخةٍ بأن الفن حين يلتقي بالرؤية والإيمان بالوطن… يصنع ذاكرةً لا تُنسى.

ذاكرة وطن”.. شهادة الأجيال

ليس هذا العمل مجرد سباعية افلام وثائقية في جزءها الاول ، بل ملحمة وعي ووفاء تفتح صفحات العراق أمام العالم، لتقول إن هذا الوطن العظيم لا يروى عنه… بل هو من يروي نفسه، بصوته، وصورته، وكرامته.
إنه العراق حين يكتب تاريخه بيده، وحين يتحوّل الألم إلى أمل، والذاكرة إلى وعي، والفن إلى وثيقة وطنية خالدة.