ماستر كلاس بمهرجان أكادير يفتح دفاتر الإبداع في رحلة ذاكرة الفن المغربي “محمد الدرهم”

صفاء أحمد آغا

تميزت الدورة الثامنة، للمهرجان الدولي للمسرح و فنون الخشبة، بتنوع فني رائع سواء من حيث العروض أو التكريمات ، و ماستر كلاس والورشات ، حيث خصصت هذه الدورة تكريما وماستر كلاس لألمع نجوم أبو الفنون والغناء الفنان الكبير “محمد الدرهم ” الذي حقق العديد من الإنجازات في حياته الفنية.
فهو تكريم لرمز إبداعي شكل الوجدان المغربي عبر أكثر من أربعة عقود ويزيد من العطاء.

يعدّ محمد الدرهم من أبرز الأسماء التي ساهمت في تشكيل المشهد الفني المغربي، إذ شارك في تأسيس فرقة جيل جيلالة في سبعينيات القرن الماضي، والتي أصبحت إحدى الفرق الرائدة في الأغنية المغربية الملتزمة.

ليأتي الماستر الكلاس الذي كان غنيا بحضور ثلة من الفنانين والمتقفين و طلبة المعهد العالي للمسرح والتنشيط الثقافي الذين جاءوا للإستفادة من خبرة ” الدرهم ” وتطبيق تقنين جديدة ،و لا ننسى شباب و جمهور أگادير الوفي لمختلف الأنشطة الثقافية التي تقام بمنطقته .والذين أعربوا عن إمتنانهم للفرصة التي أتيحت لهم للتعلم من أحد أهم أعلام المسرح العربي .

ماستر كلاس كان بمثابة نافذة حقيقية أورد فيها العملاق ” محمد الدرهم ” أهم محطات مساره الفني منذ بداياته وأهم العثرات التي واجهته و كانت مفصلية في تشكيل مشواره الفني لحدود تكريمه في هذه الدورة .

ماستر كلاس نستذكر من خلاله الفنان ” محمد الدرهم ” ، لأنه مبدع جمع بين الموسيقى والتمثيل والنقابة، ما يجعله متموضعاً عند مفترق الفن والمجتمع.
و كذلك فنان صادق في تركيبته فمن جماعة غنائية إلى فردية، من المسرح إلى الموسيقى، مع دعوة إلى الحضور الثقافي والهوية.

فهو يشكل نقطة ارتكاز في الجيل الذي شكل تحولاً في الأغنية والمسرح المغربيين، حيث التمسك بالتراث والتجريب معاً.

محمد الدرهم ليس مجرد اسم في قائمة الفنانين المغاربة، بل هو علامة فارقة كفنان ملتزم، متجدد، مرآة لحقبة، وصوتٌ يستحق التأمل. وتجربة كهذه تذكّرنا بأن الفن الحقيقي يجمع بين الجمال والرسالة، بين الإبداع والمجتمع .