أعلن الموسيقار تامر كروان عن مجموعة من الخطوات الجديدة في مشواره الفني، تشمل توثيق أعماله الموسيقية بالتعاون مع المنتج ريتشارد الحاج، والتحضير لإقامة حفل موسيقي ضخم في مارس 2026 بمشاركة نحو خمسين عازفاً، إلى جانب استكماله عدداً من المشروعات الفنية الجديدة في الدراما والسينما.
وأكد كروان في تصريحات صحفية أنه انتهى مؤخرًا من تأليف الموسيقى التصويرية لمسلسل “وتر حساس 2” للمخرج وائل فرج، فضلًا عن فيلم تسجيلي بعنوان “مثلث الحب” من إخراج آلاء محمود، والمقرر عرضه في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ46 المقررة في نوفمبر المقبل. كما كشف عن تحضيره لموسيقى عمل درامي لبناني شهير سيتم الإعلان عن تفاصيله قريباً.
توثيق المقطوعات لحماية الحقوق
وقال كروان إن الفترة المقبلة تشهد تحولاً مهماً في مسيرته الفنية، موضحاً: «قررت توثيق المقطوعات الموسيقية الخاصة بكل أعمالي على موقع يوتيوب والمنصات الرقمية المختلفة، لحفظ الحقوق الفنية. فالكثيرون يسمعون الموسيقى التي أؤلفها دون أن يدركوا أنني صاحبها».
وأضاف أنه تعاون مع المنتج ريتشارد الحاج لإعادة طرح هذه المقطوعات بشكل مؤسسي، بعد إعادة ضبط جميع التراكات الموسيقية، على أن يتولى الحاج عملية التوثيق والحماية والمتابعة.
وأكد أن هذه الخطوة وإن تأخرت، فإنها ضرورية لحماية حقوق المؤلفين الموسيقيين، مشيراً إلى وجود خطة لإطلاق سلسلة من الحفلات الموسيقية خلال الأشهر المقبلة.
حفل مارس.. تجربة بصرية مختلفة
وكشف كروان عن تحضيره لإقامة حفل موسيقي كبير في مارس 2026 بالتعاون مع الجامعة الأمريكية بالقاهرة، قائلاً إن الحفل سيقدم تجربة بصرية وترفيهية غير تقليدية تعتمد على التفاعل المباشر مع الجمهور، بمشاركة نحو 50 عازفاً. وأضاف: «هذا الحفل يمثل حلماً قديماً تأجل كثيراً، ويتطلب شجاعة ومواجهة مباشرة مع الناس، لكنه خطوة جديدة في مشواري الفني».
«باب الشمس» الأقرب إلى القلب
وعن العمل الأقرب إلى قلبه، قال كروان إن فيلم «باب الشمس» للمخرج يسري نصر الله يظل من أكثر أعماله تميزاً وخصوصية، موضحاً: «الفيلم عمل ملحمي يوثق فترات من عام 1948 حتى 1994، ويتناول القضية الفلسطينية وعلاقة مصر بها. وقد عرض ضمن الاختيار الرسمي في مهرجان كان السينمائي، وحرصت من خلال موسيقاه على ملامسة مشاعر المشاهد الأجنبي ليتفاعل مع الإنسان العربي».
وأكد أن «باب الشمس» كان من أصعب مشاريعه الفنية وأكثرها تأثيراً، واستغرق العمل عليه فترة طويلة حتى خرج بالشكل الذي يليق بموضوعه الإنساني.
الموسيقى جزء من السرد البصري
وأشار كروان إلى أن المؤلف الموسيقي أصبح اليوم عنصراً أساسياً في صناعة السينما والدراما، موضحاً أن الموسيقى لم تعد مجرد خلفية للأحداث، بل أصبحت جزءاً من السرد البصري والدرامي. وأضاف: «نحن في الوطن العربي نملك مؤلفين موسيقيين موهوبين، وما نحتاجه هو دعم الأجيال الجديدة ليدركوا أهمية الموسيقى التصويرية ودورها في بناء الحالة الدرامية».
بصمة لا تستنسخ
ورداً على سؤال حول تعاونه مع المطربين، قال كروان إنه لا يعمل في توزيع الأغاني بالمعنى التقليدي، لكنه يؤلف موسيقى تجمع بين التلحين والتوزيع ضمن أعمال درامية وسينمائية.
واختتم حديثه قائلاً: «من المهم أن تكون للمؤلف الموسيقي بصمة تميّزه عن الآخرين. حين يسمع الجمهور مقطوعة ويعرف أنها لتامر كروان، فهذا هو النجاح الحقيقي. أما من يكرر الجمل نفسها أو يقتبس من غيره، فهو لا يبدع بل يستنسخ، والتكرار خطر على أي مؤلف موسيقي».