تتواجد السينما العربية بقوة بالدورة الـ 81 لمهرجان فينيسيا السينمائي الدولي التي تنطلق 28 أغسطس وتستمر حتي السابع من سبتمبر القادم من خلال ستة أفلام دفعة واحدة في أكبر مشاركة عربية في المهرجان الأعرق في العالم، وتتنوع هذه المشاركة ما بين الاختيارات الرسمية وبرنامج”فاينل كت” واسبوع النقاد، فقد أعلن المهرجان عن إختيار الفيلم المصري “البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو” ضمن العروض الرسمية وهو الفيلم الذي يُعيد السينما المصرية إلى فينيسيا بعد 12 عامًا من الغياب منذ مشاركة فيلم “الشتا اللى فات”للمخرج إبراهيم البطوط في برنامج Orizzonti عام 2012، حيث سيشهد الفيلم عرضه العالمي الأول ضمن برنامج Orizzonti Extra، وهو القسم الذي تُعرض من خلاله الأفلام التي تمثل أحدث اتجاهات السينما العالمية للمواهب الشابة، وهو الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج خالد منصور وشارك منصور في التأليف الكاتب والسيناريست محمد الحسيني، من إنتاج محمد حفظي والمنتجة رشا حسني ويتشارك البطولة الممثل الصاعد عصام عمر في أولى تجاربه السينمائية، ركين سعد، سماء إبراهيم، وأحمد بهاء أحد مؤسسي فرقة شارموفرز الغنائية في تجربته التمثيلية الأولى في عالم السينما، بالإضافة لعدد من الوجوه الشابة وضيوف الشرف وتدور أحداث الفيلم الذي ينتمي لنوعية الأفلام الدرامية حول حسن، الشاب الثلاثيني الذي يعيد اكتشاف نفسه مرة أخرى ويضطر لمواجهة مخاوف ماضيه خلال رحلته لإنقاذ كلبه وصديقه الوحيد “رامبو” من مصير مجهول بعدما تورط في حادث خطير دون ذنب، ليصبح بين ليلة وضحاها مطاردًا من قبل كارم، جار حسن، وجميع أهالي الحي.

حصل الفيلم مؤخرًا على جائزة خدمات الهوية البصرية وخدمات DCP لمشروع في مرحلة ما بعد الإنتاج، المقدمة من شركة Creative Media Solutions في الدورة الخامسة من أيام عمان لصناعة السينما وسوق عمان للمشاريع، كما حصل الفيلم أيضًا على عدد من منح الإنتاج من بينها منحة إنتاج صندوق البحر الأحمر السينمائي لدعم الأفلام، ومنحة إنتاج الأفلام الروائية الطويلة للصندوق العربي للثقافة والفنون آفاق، ومنحة الإنتاج السينمائي من المنظمة الدولية الفرانكفونية.

ويشارك في برنامج Final Cut في مهرجان فينيسيا أيضا ثلاثة مشاريع سينمائية عربية “من أصل 7 أفلام روائية تم اختيارها هذا العام” منها ثلاثة أفلام مدعومة من صندوق البحر الاحمر وهي: الفيلم الاول”كولونيا” للمخرج محمد صيام، ويشارك بطولة الفيلم أحمد مالك، كامل الباشا، مايان السيد، عابد عناني، دنيا ماهر، وتدور أحداث فيلم “كولونيا” في إطار درامي حول حدث يجمع أبطال العمل في يوم واحد فقط، ونتيجة لهذا الحدث يضطر الأبطال لمواجهة بعضهم بأشياء لم يبوحوا بها من قبل
والفيلم الثاني “ورشة” للمخرج نديم ثابت، الذي يشارك في كتابة السيناريو مع أنطوان واكد وجمال بلماحي، وبإنتاج مشترك بين لبنان وفرنسا وقطر والسعودية، يدور الفيلم حول طارق، شاب سوري هارب من بلاده، يجد عملًا في موقع بناء في غابة بالقرب من قرية لبنانية، ويكتشف معاداة السكان المحليين للعمال بسبب ذكريات الاحتلال العسكري السوري في التسعينيات. ومع تقدم أعمال البناء، تقع أحداث غريبة، ويشتبه العمال السوريون في قيام القرويين بأعمال تخريبية، مما يؤدي إلى تفاقم التوتر. والفيلم من بطولة زياد جلاد،مارلين نعمان،مايا داغر،مو لطوف، حسن دوبا، ومحمد زرزور

والثالث “عائشة لا تستطيع الطيران” للمخرج مراد مصطفى، والذي كان جزءا من برنامج اللودج لمعامل البحر الاحمر وهو إنتاج المشترك بين مصر وتونس والسعودية وقطر وفرنسا، يدور حول عائشة، وهي مهاجرة أفريقية عمرها 26 سنة، تمارس لعبة التكيف وتحقيق أقصى استفادة في العالم السفلي لمجتمع المهاجرين الأفارقة في القاهرة والتوتر بين المجموعات المختلف والفيلم من بطولة بوليانا سيمون إلى جانب مغني الراب المصري زياد ظاظا وعماد غنيم وممدوح صالح .

اما في مسابقة اسبوع النقاد فيشارك الفيلم المصري “معطر بالنعناع” من تأليف وإخراج محمد حمدي، وتدور أحداثه حول طبيب مريض وصديقه ومحاولتهما الهرب من أشباح ماضيهما، ويتنقلان من منزل مهجور إلى آخ الفيلم بطولة علاء الدين حمادة، ومهدي أبو بهات، وعبده زين الدين، وحاتم إمام مصطفى، وإنتاج فرنسي مشترك ويعد أول عمل روائي طويل لمخرجه الذي سبق له تقديم الفيلم الوثائقي “الميدان” عام 2013 وشارك في مهرجان صندانس، وحاز على جائزة إيمي.

واخيرا الفيلم المدعوم من صندوق البحر الأحمر الفيلم الوثائقي “السودان تذكرنا” من اخراج هند المدب، وتفخر مؤسسة البحر الاحمر السينمائي بدورها في تمويل ودعم هذا العمل الاستثنائي الذي يدور حول شجن ومها ومزّمل، وصوت الشاعر شيخون ،نشطاء شباب سودانيون يتوقون إلى الحرية. ثورتهم شعرية، تحركها قوة الكلمة، في معركة غير عادلة تضع أصوات الشباب في مواجهة القوى العسكرية ،
وتقول مخرجة الفيلم “هند المدب”: شباب سودانيون في العشرينات من عمرهم، ناشطون سياسياً ومبدعون فنيا ، هذا الفيلم عبارة عن جوقة سينمائية، صورة جماعية لجيل يناضل من أجل الحرية بكلماتهم وأشعارهم وأناشيدهم، وفي مواجهة جيش فاسد مذنب بارتكاب جرائم حرب في دارفور وكردفان والنيل الأزرق، كان لدى هؤلاء الأفراد كل الأسباب لفقدان الثقة. ومن دون الحلم الذي يرشدهم وقوة الخطاب الشعري، لم يكن بإمكانهم أبداً الإطاحة بالنظام السابق. منذ التقيت بهم في الاعتصام الثوري الذي استمر 57 يومًا في مقر الجيش بالخرطوم، كنت أصور كل خطوة من رحلتهم. لقد نجوا من مجزرة 3 يونيو 2019، عندما هاجم الجيش مكان الاعتصام، مما أسفر عن مقتل مئات الأشخاص في ساعات قليلة فقط. لقد قاوموا الانقلاب العسكري في أكتوبر 2021، حتى بدأت الحرب، وتسببت في الموت والدمار في كل مكان، مما اضطرهم إلى سلوك طرق المنفى.