استضافت قافلة بين سينمائيات، مساء أمس الجمعة، عرض الفيلم الكولومبي «صوتنا من أجل الأرض والذاكرة والمستقبل» بسينما زاوية، أعقبه نقاش مفتوح عبر الإنترنت مع مخرجته الكولومبية مارتا رودريغيز، بحضور ومشاركة جمهور السينما، وذلك ضمن سلسلة العروض الحية التي تنظمها القافلة.
وأدارت النقاش المخرجة أمل رمسيس، مؤسسة القافلة، مؤكدة أن اختيار عرض الفيلم في هذا التوقيت لم يكن مصادفة، بل نابعًا من وعي سينمائي وسياسي بأهمية التعرف على تجارب نضال شعوب أخرى، لما تحمله من تشابه عميق مع النضال الفلسطيني في مواجهة العدو نفسه.
وأضافت أن رودريغيز تعد من رائدات السينما التسجيلية في أمريكا اللاتينية، وصاحبة إسهام مؤسس في ما يعرف بحركة سينما الشعوب الأصلية، التي اعتمدت على الشراكة مع المجتمعات المحلية لتوثيق كفاحها ونقل صوتها إلى العالم، مشيرة إلى أن أفلامها عرضت في محافل دولية كبرى وحصدت جوائز مرموقة.
رودريغيز: الفيلم استغرق الإعداد له خمس سنوات
من جانبها، أوضحت مارتا رودريغيز أن الفيلم استغرق الإعداد له خمس سنوات، عاش خلالها فريق العمل وسط مجتمعات السكان الأصليين في جبال الأنديز، حيث دارت أحداثه، مؤكدة أن العمل صنع بشراكة كاملة مع هذه المجتمعات، عبر ممثلين عنها شاركوا في جميع مراحل الإنتاج، بما فيها المونتاج، وكان لهم دور حاسم في تحديد كيفية عرض قضيتهم وسرد نضالهم.
وأضافت أن الفيلم عرض عالميًا على نطاق واسع، وأسهم في نقل قضيتهم العادلة في حقهم بالأرض، معربة عن فخرها باستمرار تأثيره حتى اليوم، رغم إنتاجه في بدايات الثمانينيات، قائلة:” أفتخر بأن الفيلم لا يزال حيًا في ذاكرة الناس، ويعيد طرح سؤال الأرض والكرامة عبر الأجيال.”

سينما تتجاوز الحدود
وشهد النقاش تفاعلًا واسعًا من الجمهور، حيث قالت سلمى مبارك، أستاذ الأدب المقارن بجامعة القاهرة ومؤسسة شبكة آمون للباحثين في الأدب والسينما، إن الفيلم يمثل نموذجًا لعدسة سينمائية تتجاوز الحدود، وتنقل صوت السكان الأصليين إلى العالم، رغم المخاطر والتحديات التي واجهت صناعته وتوزيعه، خاصة داخل كولومبيا.
بدورها، أكدت المنتجة والمخرجة والكاتبة الفلسطينية ليالي بدر أن الفيلم، بما يقدمه من سرد لنضال الشعوب الأصلية دفاعًا عن حقها في الأرض، يُعيد إلى الذاكرة نضال الشعب الفلسطيني، ويثبت أن القمع يتكرر عبر التاريخ، وأن الصمود والمقاومة يظلان الطريق الدائم نحو التحرر.
فيلم «صوتنا من أجل الأرض والذاكرة والمستقبل»، إنتاج عام 1982، يقدم رؤية قريبة لتجارب مجموعات السكان الأصليين في جبال الأنديز، من الخضوع إلى التنظيم ثم النضال من أجل البقاء.

قافلة بين سينمائيات
وتأسست قافلة بين سينمائيات عام 2008 على يد المخرجة أمل رمسيس كمبادرة مستقلة تديرها مجموعة من صانعات الأفلام، وتهدف من خلال عروضها المتنقلة وعروض الأونلاين إلى دعم دور المرأة في صناعة السينما، وبناء شبكة دولية من صانعات الأفلام، خاصة من العالم العربي، إلى جانب دورها الفعّال في التعليم والتدريب السينمائي ودعم مشاريع النساء في مختلف مراحل الإنتاج، إيمانًا بأن السينما حين تتحرك كقافلة، تصبح فعلًا جماعيًا أكثر إنسانية وعدلًا في سرد الحكاية.
