تتزايد في الكواليس أنباء – تظل العهدة فيها على الراوي حتى يثبت العكس- تفيد بأن الفنانة السورية مرام علي، انتقلت من مقعد الممثل إلى مقعد”الشريك في الإنتاج” في أعمالها الأخيرة، وإذا صحت هذه الأنباء، فنحن أمام منعطف خطير؛ لأن مرام هنا لم تعد مجرد ممثلة تنفذ رؤية مخرج، بل أصبحت “صاحبة قرار”وعليها تحمل فاتورة النقد كاملة وحتى لو كانت هذه الأنباء مجرد “تسريبات”، فإن صمت مرام على ما يرتكب باسمها فنياً يضعها في خانة المسؤولية ذاتها.
فخ “الفورمة” والورق المعلب
المشكلة في أعمال مرام الأخيرة، وتحديداً في مسلسلي “سلمى” و”2 قهوة”، ليست في موهبتها التمثيلية التي لا ننكرها، بل في”الأساس” الذي يبدو هشاً لدرجة الانهيار لقد سقطت مرام في فخ “الفورمة” الجاهزة؛ تلك النصوص المعلبة التي تفصل رديئاً لإرضاء شهوة البطولة المطلقة، نحن أمام نصوص مفككة، وأفكار مستهلكة، والنتيجة؟ أعمال “مسلوقة” تظلم مرام وتظلم كل من يشاركها العمل لمجرد أنها قررت أن تتصدر الكادر بأي ثمن.

بين سطوة الكادر وغياب العين الإخراجية
الخلل الأكبر يكمن في علاقة مرام علي بـ “الكاميرا” كأننا أمام عدسة وظِّفت فقط للاحتفاء بجمال مرام علي وحضورها الأنيق، وهو ما جعل الدور الإخراجي يبدو أقرب لتوثيق الجمال منه إلى قيادة موهبة تمثيلية، وليس استخراج طاقاتك التمثيلية ! النجمة الحقيقية هي التي تبحث عن مخرج “ثقيل” يواجهها بعيوبها ويطور أدواتها، لا مخرج يكتفي بضبط الإضاءة على فساتينها وجمالها، وهنا تبرز معضلة “الستايلست”؛ حيث تحول اللبس من أداة تخدم الشخصية إلى “بطل” ينافس الدراما حين يصبح تغيير الفساتين أهم من تصاعد الحدث، اعرفي أنكِ تقدمين “عرض أزياء” وليس فنّاً يبقى في الذاكرة.
خمسة عشاق.. و”يع” درامي!
وصل العبث ذروته في مسلسل “2 قهوة”، حين قرر القائمون عليه ضرب منطق الأشياء في مقتل فعلى مدار 130 سنة من تاريخ الدراما، لم نجرؤ كجمهور على تصديق أن خمسة رجال يتصارعون على حب امرأة واحدة في وقت واحد ..هذا ليس”تجديداً”، بل هو قمة “اليع” الدرامي، وكسر كامل للمصداقية، واستهانة فجة بعقل المشاهد ،هذا المستوى لا يؤذي مرام وحدها، بل يظلم فنانين المشاركون الذين تورطوا في هذا العبث ليجدوا أنفسهم شركاء في تجربة سيسمعون بسببها كلاماً “يزعل” لسنوات طويلة.
النجومية ليست كاميرا حلوة، ولا ستايلست غير محترف، ولا “خمسة عشاق” واهمين .. النجومية هي “القرار الصحيح”، بإصرارك على هذه الاختيارات سواء كنتِ منتجة بمالك أو بقرارك أنتِ لا تصنعين بطولة، بل تحفرين لنفسك مكاناً في “الظل”، وتثبتين للجميع أن طموحكِ أكبر بكثير من وعيكِ الفني النجومية قرار.. وليست استعراض عشاق
