كتبت – صفاء أحمد آغا
في خطوة تعد من أبرز محطاتها الفنية خلال السنوات الأخيرة، تستعد الدكتورة والفنانة حنان الصادق لخوض تجربة نوعية في مجال السينما من خلال إنتاج وإخراج أول فيلم قطري روائي طويل يحمل عنوان “نهر الغفران”، وهو عمل سينمائي طموح ينتظر أن يشكل إضافة إلى رصيد السينما القطرية التي تشهد توسعاً ملحوظاً في السنوات الأخيرة.
نهر الغفران
الفيلم من تأليف السيناريو والحوار للكاتبة فاتن الزين، ويشارك في بطولته عدد من أبرز الممثلين القطريين، ما يعكس رغبة مشتركة في تقديم عمل سينمائي وطني متكامل يجمع بين جودة النص وقوة الأداء وتنوع الرؤى الإبداعية. وينتمي “نهر الغفران” إلى فئة أفلام الغموض والرعب والإثارة، حيث يسلّط الضوء على الصراعات الداخلية للإنسان بين الخير والشر، والنور والظلام، مستكشفاً خفايا النفس البشرية وما يمكن أن تثيره من توترات وتجليات في مواقف متطرفة.
تدور أحداث الفيلم حول مجموعة من الأشخاص ينطلقون في رحلة استكشافية داخل غابات المانغروف، قبل أن تتصاعد الأحداث بشكل مفاجئ مع اختفاء بعض أفراد المجموعة بطرق غامضة وغير مبررة، الأمر الذي يضع الشخصيات في مواجهة مع مجهول يختبر حدودهم النفسية والجسدية. وتمثل هذه الحبكة مدخلاً لاستكشاف مساحات جديدة في السينما القطرية، سواء من حيث النوع الفني أو من حيث لغة الصورة والإخراج.

تجربة سينمائية
وتمتلك حنان الصادق تجربة واسعة في الإخراج السينمائي، إذ قدمت عدداً من الأفلام الوثائقية التمثيلية والأفلام الروائية القصيرة، كما خاضت تجربة إخراج مسلسلات درامية، من أبرزها مسلسل “يوميات رجل منحوس” الذي عُرض على شاشة تلفزيون قطر ونال متابعة جماهيرية واسعة. وقد حصدت خلال مسيرتها عدداً من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى عن فيلمها الروائي القصير “يوم آخر” في إطار المهرجان الدولي للسينما الروائية والوثائقية بالدار البيضاء – المملكة المغربية، إضافة إلى الجائزة الفضية التي نالها عملها “نوادر جحا” في المهرجان الخليجي للإذاعة والتلفزيون 2024.

وتؤكد هذه الإنجازات قدرة الدكتورة حنان الصادق على تقديم أعمال سينمائية ترتقي إلى مستوى الاحترافية المطلوبة، فضلاً عن كونها من الأسماء النسائية العربية التي استطاعت أن ترسخ حضورها في مجال الإخراج والتمثيل معاً. ومن المنتظر أن يشكل فيلم “نهر الغفران” خطوة جديدة لتعزيز حضور السينما القطرية عربياً، وفتح آفاق أرحب للإنتاج المحلي في مجال الأفلام الطويلة ذات الطابع الفني والدرامي المركب.

