صفاء أحمد آغا
إستهلت الدورة ١٤ لمهرجان وجدة السينمائي للفيلم المغاربي أولى فعالياتها بأهم ورشات هذه الدورة وهي ورشة متخصصة حول الذكاء الاصطناعي و إنتاج الفيديو تحت إشراف أحد أهم الوجوه البارزة في هذا التخصص الدكتور والأكاديمي السيناريست والمخرج الأردني ” أحمد الفالح ”
مهمتين أساسيتين
يجمع الدكتور ” الفالح ” هذه الدورة بين مهمتين أساسيتين :
كعضو لجنة تحكيم في مسابقة الأفلام القصيرة، وتقديم ورشة متخصصة حول الذكاء الاصطناعي وإنتاج الفيديو.
هذه الدورة التي تعمل جاهدة على ترسيخ مكانتها كأحد الفضاءات الثقافية التي تجمع بين الإبداع السينمائي والتفكير النقدي، حيث يجتمع السينمائيون والنقاد والباحثون من مختلف الدول لتبادل الخبرات ومناقشة قضايا الفن السابع.
حيث صرح أن :لجنة التحكيم مسؤولية مضاعفة وأن اختياره كعضو في لجنة تحكيم الأفلام القصيرةً، كصاحب خبرة طويلة في المجال السينمائي، وسبق أن خاض تجارب إخراجية ونقدية أثرت الساحة العربية ، تأتي مشاركته في لجنة التحكيم كتأكيد على الثقة التي يوليها المهرجان لشخصه ، خاصة أن مسابقة الأفلام القصيرة تعتبر من أكثر الفقرات جذباً للجمهور والنقاد معاً، لما تحمله من تنوع في الرؤى الإبداعية واختلاف في طرق وزوايا معالجتها الفنية
بعدا عربيا مشرقيا
إن وجود الدكتور ” الفالح ” في لجنة التحكيم يضيف بعداً عربياً مشرقياً يوازن بين التجارب المغربية والعالمية، ويسهم في إثراء النقاشات حول المعايير الفنية والجمالية للأفلام المتنافسة. وهو دور لا يقتصر على إصدار أحكام أو إعلان جوائز، بل يمتد إلى المساهمة في رسم صورة عن الاتجاهات الجديدة في صناعة السينما القصيرة بالعالم العربي.
أما ورشة الذكاء الاصطناعي وإنتاج الفيديو فهي رؤية نحو المستقبل حيث أن المهرجان لا يكتفي بالاحتفاء بالعروض السينمائية، بل يفتح أبوابه أيضاً نحو آفاق جديدة للمعرفة، هذه الورشة تمثل مساحة عملية للنقاش والتجريب، حيث يتعرف المشاركون على أحدث الأدوات والمنصات التي غيّرت شكل الصناعة السمعية البصرية في السنوات الأخيرة.
الورشة تنطلق من فكرة أن الذكاء الاصطناعي لم يعد مجرد تقنية مساعدة، بل تحول إلى شريك إبداعي في صناعة الصورة، بدءاً من اقتراح الأفكار وصياغة السيناريوهات، مروراً بإنشاء الـ Storyboards والتصميم الأولي للشخصيات والفضاءات، وصولاً إلى عمليات المونتاج المتقدمة ومعالجة الصورة والصوت. هذه الأدوات باتت قادرة على اختصار شهور من العمل في أيام معدودة، ما يفتح المجال أمام صُنّاع الأفلام الشباب لتجريب رؤى لم تكن ممكنة سابقاً بسبب ضعف الإمكانات أو محدودية الموارد.
بالإضافة إلى أن الورشة لا تقتصر على الجانب التقني فقط، بل تطرح أيضاً تساؤلات فلسفية وأخلاقية مهمةمن أهمها :
كيف يمكن للفنان أن يوازن بين الإبداع البشري والقدرات الحسابية للآلة؟
الذكاء الاصطناعي
لينبتق من هذا التساؤل عدة أسئلة جوهرية وهي على سبيل المثال لا الحصر :هل يسهم الذكاء الاصطناعي في إثراء الخيال السينمائي، أم يهدد أصالة التجربة الإنسانية؟
ومن له الحق في ملكية الأعمال التي تنتجها الخوارزميات؟
هذه التساؤلات تشكل جزءاً أساسياً من النقاش داخل الورشة، لتشجيع المشاركين على التفكير النقدي، لا الاكتفاء بالتطبيق العملي.
بهذا المعنى، لا تعدّ الورشة مجرد تدريب تقني، بل منصة للتفكير في مستقبل السينما، وفرصة لإعداد جيل جديد من المبدعين القادرين على استخدام التكنولوجيا كأداة ابتكار، لا كبديل عن الخيال البشري. فهي دعوة لإعادة تعريف العلاقة بين الإنسان والكاميرا، بين الخيال والخوارزمية، وبين الماضي العريق للفن السابع والمستقبل الرقمي المتسارع.