«إركالا – حلم كلكامش» للمخرج محمد جبارة الدراجي في مهرجان لوكارنو الـ77

أعلن كل من «المركز العراقي للفيلم المستقل»، و«ليونسو فيلم»، و«إيمج نيشن أبوظبي»، و«هيومن فيلم»، و«بيت أمين للإنتاج» عن اختيار فيلم المخرج السينمائي العراقي محمد جبارة الدراجي الجديد «إركالا – حلم كلكامش» للمشاركة الرسمية في الدورة الـ77 من مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي.

تدور أحداث الفيلم في بغداد المشتعلة، حيث يهرب طفل شوارع مصاب بالسكري إلى عوالم الأسطورة، باحثًا عن وسيلة لإعادة والديه إلى الحياة. وبينما ينجرف صديقه نحو العنف، يجد “جم-جم” نفسه مضطرًا لإنقاذه، مستعينًا بظلال كلكامش والثور المجنح، في مدينة تأبى أن تموت.

يجمع الفيلم بين الرمزية والواقع العراقي المعاصر، ويتناول رحلة طفل وسط الفوضى السياسية والاجتماعية، ليُعيد من خلال أسطورة كلكامش قراءة مصير الطفولة العراقية كقوة سردية تصنع المعنى من الألم.

تتويج جديد

ويعد اختيار الفيلم للمشاركة في مهرجان لوكارنو تتويجًا جديدًا لمكانة الدراجي في السينما العالمية، بعد مسيرة فنية غنية أخرج خلالها أكثر من ستة أفلام طويلة ووثائقية، وشارك بأفلامه في أكثر من 500 مهرجان سينمائي حول العالم، حائزًا على أكثر من 100 جائزة دولية. إضافة إلى أن الدراجي ومجموعته السينمائية يُعدّون من أبرز المساهمين في صناعة السينما العراقية الجديدة بعد 2003، حيث أنتج أكثر من 15 فيلمًا طويلًا وقصيرًا ووثائقيًا، وكان فيلمه «ابن بابل» من أبرز هذه الأعمال، كما حصل على جائزة أفضل مخرج في الشرق الأوسط حسب استفتاء مجلة «فاراياتي» العالمية عام 2010.

ملحمة كلكامش

وبهذه المناسبة، قال المخرج محمد الدراجي: «يمثل فيلم “إركالا – حلم كلكامش” رحلة في جرح لم يلتئم، وصدى لطفولة عراقية تبحث عن معنى وسط الفوضى. استلهمت الحكاية من اللوح الأخير المفقود في ملحمة كلكامش، حيث ينزل البطل إلى العالم السفلي، لا طلبًا للخلود، بل للإنصات لما فقد من خلال عيني “جم-جم”، الطفل المصاب بالسكري.

أردت أن أعيد تعريف الطفل العراقي لا كضحية، بل كراوٍ ومقاوم صامت. هذا الفيلم ليس إجابة، بل سؤالٌ أسطوريّ عن الذاكرة والهوية، عن خيط الأمل في مدينة تصرخ..هو قصيدة بين الرمز والواقع، بين الأسطورة والسياسة، تقول: الأطفال ليسوا بقايا حرب، بل بذور حياة».

إنتاج مشترك

«إركالا – حلم كلكامش» هو إنتاج مشترك بين العراق، الإمارات العربية المتحدة، فرنسا، المملكة العربية السعودية، وبريطانيا، قطر، بدعم من مؤسسة الدوحة للأفلام، وصندوق دعم البحر الأحمر، وصندوق ليد فرنس للسينما في باريس، وآفاق، والسفارة الفرنسية في بغداد. ويشارك في بطولة الفيلم يوسف هشام الذهبي، حسين رعد زوير، سمر كاظم، إلى جانب مجموعة من الأطفال والممثلين العراقيين.

ويرتقب أن يحضر المخرج محمد الدراجي وفريق العمل العرض العالمي الأول في لوكارنو، وسط اهتمام كبير من الصحافة العالمية والنقاد السينمائيين.