التماسك أبرز ما يميز المسلسل الخليجي” فضة” الذي يعرض هذه الأيام عبر مجموعة من الفضائيات . حيث التماسك على صعيد البناء الدرامي وايضا الصيغ الانتاجية التى آمنت لهذه التجربة مساحات ايجابية من الحضور الفني وهو ما طور معادلة التماسك التى راحت تمنح العمل المقدرة على اجتذاب جمهور المشاهدين في الكويت والامارات والمملكة العربية السعودية بشكل اخص بين دول المنطقة .
قد تبدو الحكاية مكررة ومستعادة ولكنها تمثل ذريعة لتقديم تجربة فنية درامية اقل ما يمكن ان يقال عنها تلك المقدرة على بناء مجموعة من الخيوط الدرامية المتشابكة والمتماسكة دراميا والامر لا يخص – فضة – فقط بل يتجاوزه الى بقية افراد اسرته ( شقيقاتها ) ووالدها المقعد وايضا جيرانها وصديقاتها ..
الكاتب طلال مارديني يكتب نصا ثريا بالشخصيات وتنوعها بل وتباينها من حيث الاهداف وان ظل البعض منها ينطلق من ابعاد عدوانية مبررة تاره وغير مبرره تارات عدة . ولكن البناء الدرامي بشكل عام متماسك ومتنامي وعميق .
في التمثيل مباراة عالية المستوى بين نجمات العمل على وجه الخصوص وان كانت الفنانة السعودية ملا الزهراني تبدو حاضرة وهي تقدم نسفها بشكل متميز في واحدة من تجاربها الدراما الهامة خلال مسيرتها القصيرة وهى هنا اكثر نضجا وفهما ومقدرة على تقديم حلول اضافية للشخصيات التى تعصف بها الظروف والمصاعب عبر عدوانية شقيقاتها وزوجه ابيها .. ولكنها تظل بحاجة الى المزيد من الحلول وهي تتحقق بوجود ( كوتش ) للتمثيل يعمل على تفجير الطاقات ومنحها مضامين اضافية للشخصية .
من ابرز الحضور نتوقف عند الفنانة عبير احمد التى صقلتها التجربة ونضجت وباتت اطلالتها في كل مشهد تشكل حالة من المتعة ونحن نشتهدها وهي تذهب بعيدة في الغل والحقد والشراسة الانسانية .. ممثلة تجيد حرفتها وتمتلك ادواتها الفنية وخبرتها الفنية العريضة .
وهكذا الفنانة الشابة روان الطويرقي التى تحقق حضورا لافتا يستحق المزيد من الفرص لانها تمثل اضافة لرصيد الدراما السعودية والخليجية ..
الفنان حسين الحداد ( ثامر ) يقدم اضافة عالية من خلال بساطة الاداء وعفويته وحضوره الانسانية المتفرد . وعليه ان يجتهد اكثر في تقديم حلول ترسخ بصمته من خلاله ما قدمه من اعمال هذا الموسم مثل – بيت حموله – و – افكار امي – وغيرها من الاعمال التى تعرض له حاليا .. ونستطيع القول بان الفنان حسين الحداد يمثل مكسب كبير لنجوم الدراما الخليجية الجديدة بما يتمتع به من موهبة ومقدرة على الاشتغال على الشخصيات التى يقدمها .
المخرج الاماراتي عمر ابرهيم مخرج مبدع استطاع ان يحقق معادلة التكامل الفني عبر مجموعة من المشهديات المكتوبة بعناية ( الكتابة البصرية ) ومن بينها مشهد الحادث المصمم ومنفذ بعناية ..
ويبقي ان نقول بان خلف العمل المنتج عادل اليحيي الذى يتقدم خطوات اضافية خصوصا في ظل التعاون المشترك مع المنتج محمد حسين ( اكتف ميديا ) الذى استطاع خلال التجارب الماضية ان يعمل على استكمال معادلة التكامل في اعمال المنتج عادل اليحيي . وهو دعوه المزيد من التعاون الفني المشترك .
