كتب – عبد الستار ناجي :
ترسيخا لمكانتها ومسيرتها الفنية العامرة بالانجازات ، والتى عمدتها كواحدة من اهم نجمات السينما الفرنسية ، وفي هذه المرحلة من تاريخها، أعلنت إدارة مهرجان كان السينمائي ؤ عن تولي النجمة الفرنسية جولييت بينوش ، رئاسة لجنة تحكيم الدورة 78 من المهرجان، والذي ينطلق في شهر مايو المقبل، وذلك خلفاً للمخرجة الأمريكية غريتا غيرفيج
واحتفى المهرجان ، بمسيرة جولييت بينوش السينمائية الاستثنائية ، والممتدة على مدار 40 عاما ، واسترجع أبرز محطاتها الفنية ،وعلى رأسها بدايتها كممثلة لأول مرة في مسيرتها ،من خلال مهرجان كان السينمائي.
بيان مهرجان كان
قال البيان ، الذى اصدرته اللجنة المنظمة، لمهرجان كان السينمائي الدولي : “اندفاعها من الضحك ، تملأ كل شيء، ومثال للالتزام بفنها وعصرها، فازت جولييت بينوش، بقلوب الجماهير والنقاد ، على حد سواء، حيث جمعت بين أعظم صناع الأفلام اليوم ، في فيلموغرافيتها- مسيرتها الفنية – ذات المستوى العالمي.
شاطئ الكروازنيت
وبعد مرور 40 عامًا بالضبط ، على ظهورها الأول في شاطئ الكروازنيت ، سترأس لجنة تحكيم، مهرجان كان السينمائي الثامن والسبعين ، والذي سيمنح جائزة السعفة الذهبية ، في حفل الختام ، يوم السبت 24 مايو المقبل.
وستخلف جولييت بينوش، المخرجة الأمريكية جريتا جيرفيج. وبالتالي، وللمرة الثانية في تاريخ المهرجان، ستتولى امرأة في مجال السينما هذه الشعلة المرموقة من أخرى”.
رئيس لجنة التحكيم
وفي ردها المتفرد ، على بيان مهرجان” كان”، عبرت النجمة الفرنسية جولييت بينوش ، عن مشاعرها الخاصة ، بعد تتويج مسيرتها برئاسة لجنة تحكيم ، مهرجان كان السينمائي العريق، وعودتها إليه ؤبعد بدايتها كممثلة من خلاله، وقالت في بيان لها: “أتطلع إلى مشاركة هذه التجارب الحياتية ،مع أعضاء لجنة التحكيم والجمهور ، ففي عام 1985، صعدت الدرجات لأول مرة بحماس وعدم يقين ، ممثلة شابة؛ لم أتخيل أبدًا أنني سأعود بعد 40 عامًا ، في الدور الفخري ، كرئيسة للجنة التحكيم، أقدّر الامتياز والمسؤولية، والحاجة المطلقة إلى التواضع”.
رسالة عاطفية
وواصلت جولييت بينوش رسائلها العاطفية ، من خلال حسابها على انستجرام، ووصفت مهرجان كان السينمائي بالمكان الذي شهد ولادتها كممثلة، وقالت: “في عام 1985، كانت المرة الأولى التي أصعد فيها الدرج لتقديم فيلم في مهرجان كان، لقد ولدت هناك كممثلة، يشرفني أن أكون جزءًا من لجنة التحكيم كرئيسة، ولا أطيق الانتظار لاكتشاف من سنكون، كأعضاء إن رؤيتنا، كجنس بشري، نمر بأحدث المذابح الرهيبة-وغيرها لا تزال تحدث- ومراقبة نمو الأنانية المعبر عنها بطرق عديدة في السياسة، في أفعالنا وافتقارنا إلى الأفعال، وحركتنا البطيئة نحو الحاجة الملحة لتغيير عقليتنا تجاه البيئة، تجعلني أكثر وعيًا بمدى المسؤولية التي يجب أن نتحملها كفنانين”.
فن رؤية العالم
وأضافت جولييت بينوش في رسالتها: “إن اختيار الأفلام التي نريد صنعها أمر بالغ الأهمية، فالسينما تسافر في قلوبنا وعقولنا وحياتنا.
نحن بحاجة إلى أفلام يمكنها أن تلهم حياتنا، وطريقة رؤيتنا، وحبنا، وأملنا، وإيماننا.. لقد أظهر مهرجان كان تأثيره على فن السينما ولكن أيضًا على فن رؤية العالم.
دعونا نأمل أن تغذي الأفلام المستقبلية حاجتنا إلى الحقيقة”، وذكر مهرجان كان في بيانه أن جولييت بينوش تعود بعد 4 عقود من أول دور رئيسي لها في فيلم – الموعد -Rendez-vous
، للمخرج أندريه تيشيني، والذي عُرض لأول مرة في كان عام 1985، وبعد مسيرتها المهنية المرصعة بحوالي 70 فيلمًا و40 عامًا من الفضول الفني.
الفوز بأعرق الجوائز
وذكر مهرجان كان في بيانه عن جولييت بينوش: “بعد أربعة عقود من الزمان، أصبحت نجمة دولية، وألهمت تعاونات غير متوقعة وسيناريوهات عزيزة على قلبها، سرعان ما منحتها رحلتها الغريزية عبر المشهد الإبداعي العالمي هالة اجتذبت صناع الأفلام من كوكبة بلا حدود.
فازت جولييت بينوش بأعرق الجوائز (أوسكار، بافتا، سيزار، جائزة أفضل ممثلة من مهرجاني برلين والبندقية السينمائيين…)، وهي لا تسعى إلى البراعة، مفضلة أن تثق فقط في العاطفة والحقيقة المراوغة للحظة”.
جائزة الأوسكار
وتعتبر جولييت بينوش واحدة من عدد قليل الممثلات الفرنسيات اللواتي فزن بجائزة الأوسكار، وأول ممثلة تفوز بجائزة التمثيل في أكبر ثلاثة مهرجانات سينمائية: كان وفينيسيا وبرلين، وفازت بجائزة سيزار لأفضل ممثلة عن أدائها في فيلم- ثلاثة الوان – الازرقThree Colors: Blue، للمخرج كريستوف كيسلوفسكي.
وعلى المسرح، نالت استحساناً واسع النطاق لأدائها في عدة عروض، وحازت على جائزة السعفة الذهبية في مهرجان كان عن دورها في فيلم – نسخة طبق الاصل -“Certified Copy”
في 2010، مع المخرج الايراني الراحل عباس كياروستامي، وترشحت عدة أفلام لها لجوائز مهرجان كان،
وكانت آخر مشاركاتها في المهرجان ، عام 2023 مع فيلم – طعم الاشياء “The Taste of Things” للمخرج تران آن هونج ، والذي فاز بجائزة أفضل مخرج، وتوجت بالأوسكار عن دورها في فيلم – المريض الانجليزي -The English Patient، في عام 1996، وهو الدور الذي فازت به أيضًا بجائزة الدب الفضي في مهرجان برلين.
ان اختيار النجمة الفرنسية جولييت بينوش ، لرئاسة لجنة تحكيم مهرجان كان السينمائي ، هو اختيار للنهج السينمائي والابداعي الرصين ، الذى يؤكد القيمة الرفيعة ، التى يمثلها مهرجان كان السينمائي وانجازاته الكبري.
