محمد قناوى يكتب : ..ورحل بشير الديك .. صاحب “الحريف و”ضد الحكومة “

  الكاتب الكبير بشير الديك، الذي توفي اليوم الثلاثاء، بعد رحلة صراع مع المرض، عن عمر يناهز 80 عامًا، قدم من خلالها عشرات الأعمال التى اثرت الفن المصري

السيناريست والمخرج بشير الديك واحدًا من أبرز صناع السينما في مصر، وقد ساهمت نشأته في بيئة شعبية بشكل كبير في تشكيل رؤيته الفنية، حيث ولد في قرية الخياطة بمدينة دمياط، هذه النشأة انعكست بوضوح على أعماله التي نجحت في التعبير عن نبض الشارع المصري، ممزوجة بواقعية إنسانية تلامس القلوب.

بداية مسيرته الفنية

بدأ بشير الديك مسيرته الفنية في السبعينيات، حيث تعاون مع كبار المخرجين والنجوم مثل عاطف الطيب، أحمد زكي، ونور الشريف، تميز أسلوبه في كتابة السيناريو بالجمع بين العمق الاجتماعي والسياسي والبساطة في السرد، مما جعل أعماله قريبة من الجمهور ومؤثرة في الوقت نفسه، ركزت أعماله على قضايا الإنسان البسيط، مع تسليط الضوء على معاناته اليومية وآماله، ليصبح من أبرز الأصوات التي جسدت واقع المجتمع المصري.

بشير الديك مخرجا

كمخرج، قدّم بشير الديك فيلمين فقط خلال مسيرته، هما “الطوفان” بطولة محمود عبد العزيز و”سكة سفر” بطولة نور الشريف، وعلى الرغم من قلة تجاربه الإخراجية، إلا أنه نجح في تقديم رؤية سينمائية تحمل بصمته المميزة، وبعد فترة غياب طويلة عن الساحة السينمائية، عاد من خلال فيلم “الكبار” عام 2010، الذي أخرجه محمد جمال العدل.

واقع المجتمع المصري

أعمال بشير الديك مرآة صادقة لواقع المجتمع المصري، حيث تناول القضايا التي طالما تم تهميشها في السينما السائدة، لم يكن مجرد كاتب سيناريو أو مخرج عادي، بل كان فنانًا منحازًا للإنسان البسيط، مسلطًا الضوء على معاناته وداعمًا لقضاياه.

ابرز أعماله

ومن أبرز الأعمال التي قدمها بشير الديك، والتي تُعد تجسيدًا قويًا للواقعية الإنسانية، أفلام “سواق الأتوبيس”، “ضربة معلم”، “ضد الحكومة”، “ناجي العلي”، و”ليلة ساخنة”، كما كتب أيضًا فيلمي “موعد على العشاء” و”الحريف” كل ذلك يؤكد على تميزه في تقديم قضايا الإنسان البسيط برؤية سينمائية عميقة ومؤثرة.

ومن أعماله أيضاً فيلم “امرأة هزت عرش مصر”، وفيلم “حلق حوش” و”أبناء الشيطان”، و”ليلة ساخنة”، و”الجاسوسة حكمت فهمي”، كما أبدع في كتابة المسلسلات حيث قدم الكثير والتي حققت نجاحاً جماهرياً كبيراً ومنها “الناس في كفر عسكر”، “أماكن في القلب”، “ظل المحارب”، “حرب الجواسيس”، و”عابد كرمان”، “الطوفان”.

بفضل عبقريته الفنية، أصبح بشير الديك أحد أعمدة السينما الواقعية في مصر، وترك إرثًا خالدًا يعبر عن تطلعات وآلام مجتمعه. لا تزال أعماله تحظى بتقدير كبير، ليس فقط لأنها تعكس واقعًا اجتماعيًا وسياسيًا، بل لأنها تجسد فنًا صادقًا ينبع من الناس ويعود إليهم

50 فيلما في مشواره

قدم بشير الديك في السينما المصرية ما يقرب من 50 فيلماً، كانت البداية مع فيلم “مع سبق الإصرار” في عام 1979 مع المخرج أشرف فهمي وفي نفس العام تجدد التعاون بينه وبين أشرف فهمي بفيلم آخر هو “ولا يزال التحقيق مستمر”.

قدم بشير الديك بعد ذلك فيلم “وتمضى الأحزان” للمخرج أحمد ياسين، وفيلم “دعونى أنتقم” للمخرج تيسير عبود، والذى تعاون مرة أخرى في العام الذى يلي انتاج فيلهمها الأول من خلال فيلم “سأعود بلا دموع”

وكان أول تعاون بينه وبين المخرج محمد خان من خلال فيلم الرغبة، وقدم مع المخرج علي عبد الخالق فيلم الأبالسة، وفيلم النمر الأسود مع المخرج عاطف سالم، وفيلم مهمة في تل أبيب الذي تعاون فيه مع المخرج نادر جلال وقدمت بطولته نادية الجندي وكمال الشناوي، كما قدم في مجال الكوميديا فيلم “حلق حوش” بطولة الراحل علاء ولي الدين، الفنان محمد هنيدي وليلى علوي ومن إخراج محمد عبد العزيز.

13 مسلسلات تليفزيونيا

وقدم بشير الديك في الدراما التليفزيونية 13 مسلسلاً أبرزها، “الحفار” في عام 1996، ومسلسل “الناس في كفر عسكر” في عام 2003 مع المخرج نادر جلال، ومسلسل “حرب الجواسيس” مع المخرج نادر جلال، وتعاون بشيرالديك مع المخرج نادر جلال في 6 مسلسلات كان أخرها عابد كرمان في عام 2011