عمرو منسى: مركز الجونة السينمائى”بلازا” إنجاز مهم أزال الحواجز بين رواد المهرجان

حوار – ناهد نصر

  • في نسخته الجديدة هذا العام، يجد مهرجان الجونة السينمائي نفسه وسط الكثير من التحديات من أجل الاحتفاظ بمكانته الكبرى بين مهرجانات المنطقة وأيضًا للبناء عليها وتطويرها وإكسابها لمعانًا إضافيًا، ولذا كان حوارنا مع الشريك المؤسس والمدير التنفيذي للمهرجان عمرو منسي…

  مهرجان الجونة عزز مكانته ، بفضل رؤية استراتيجية ومبادرات جديدة

  • بعد غياب عامين عن مهرجان الجونة السينمائي الذي شاركت في تأسيسه، عدت في موقع المدير التنفيذي بطموح أن يظهر المهرجان إلى الرأي العام بصورة تعكس حقيقة رؤيته ومفهومه ودوره، وخاصة في مجال دعم صناعة السينما. إلى أي مدى تحقق هذا الطموح خلال الدورة السابقة وكيف يتواصل في الدورة الحالية للمهرجان؟

– بدأ مهرجان الجونة منذ تأسيسه بداية قوية جدًا على صعيد برامج عروض الأفلام وكذلك على صعيد دعم الصناعة، واستطاع خلال وقت قصير أن يحقق مكانة كبيرة، لكن مع الوقت شعرت أن هناك ثباتاً في مرحلة معينة كان من اللازم معها التفكير في ضرورة تبني أفكار جديدة خصوصًا مع وجود مهرجانات جديدة في المنطقة تحفز على المنافسة البناءة. بداية من العام الماضي كان التوجه هو أن يعبر مهرجان الجونة بشكل فعلي عن المجهودات التي تبذل فيه منذ دورته الأولى عام 2017 وخاصة في دعم صناعة السينما.

كان لدي شعور بأن ما يظهر للرأي العام من المهرجان أقل من الدور الذي يقوم به والذي يلمسه الجمهور من صناع الأفلام ومحبي السينما الذين يتواجدون بشكل فعلي في المهرجان. كانت هناك حلقة مفقودة مصدرها -برأيي- أن أنشطة المهرجان وبرامجه موزعة جغرافيًا بطريقة لا تسمح بنقل صورة حقيقية عن المهرجان، فبرامج دعم الصناعة وتجمعات صناع الأفلام، معزولة مكانيًا عن باقي أنشطة المهرجان من عروض الأفلام وفعاليات السجادة الحمراء، مما يحد من فرص تغطيتها ومتابعتها إعلاميًا بصورة معبرة. كما أنها لا تحقق التواصل المستهدف بين جمهور المهرجان المتنوع من صناع الأفلام وجمهور السينما وخبراء الصناعة.

كانت الفكرة الأساسية للوصول إلى التوازن هو أن تكون كل أنشطة وفعاليات المهرجان مجمعة في مساحة واحدة مصممة بشكل يتيح التواصل، وسهولة الحركة بحيث يمنح لضيوف المهرجان الفرصة للاستفادة من مكوناته المتنوعة بكفاءة. من هنا جاءت فكرة تأسيس مركز الجونة السينمائي في البلازا الذي يعتبر إنجازا مهما للمهرجان، جمع كل أنشطة المهرجان بالإضافة إلى أنه يسّر التواجد الإعلامي المستمر. صُممت المساحة بطريقة مرنة بحيث تجمع صناع الأفلام والجمهور والإعلاميين طوال اليوم، وتشجعهم على التفاعل بشكل عضوي من دون حواجز.

كنا مصرين على وجود هذه المساحة في الدورة السابقة برغم الظروف الاستثنائية التي مرت بالمهرجان، وكان هذا القرار صحيحًا لأنه مثل نقلة مهمة ليس فقط في طريقة تغطية المهرجان إعلاميًا، بل تحولت المساحة الجديدة إلى مصدر لفرص جديدة وواعدة لتطوير دور المهرجان وجذب المزيد من الرعاة والنجوم، لأن يكونوا شركاء في تحقيق رؤية المهرجان وتوجهه نحو دعم الصناعة وليس فقط لاعبين لأدوار محدودة. النجاح الذي تحقق في الدورة السابقة على الرغم من أن ظروف التأجيل لم تسمح برؤية حجمه الكامل، إلا أنه شجع الكثيرين على أن يكونوا جزءاً من قصة النجاح.

ما تحقق في الدورة السابقة ، شجع الكثيرين على أن يكونوا جزءًا من قصة النجاح

المساحة الجديدة سمحت بانطلاق مبادرات جديدة أيضًا، مثل سوق سيني جونة، الذي بدأت نواته في الدورة الماضية  كملتقى للباحثين عن المحتوى، وأصحاب المشاريع السينمائية الجديدة، وشركات الإنتاج والتوزيع وخدمات الإنتاج، فعبر السنوات برز دور مهرجان الجونة السينمائي باستمرار، كقوة رائدة في صناعة السينما، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي، وقد أنشئ سوق سيني جونة لفتح آفاق عمل أوسع، وخلق شراكات إنتاجية أكبر، تتجاوز الثقافات والحدود والتخصصات.

 هناك أيضًا برنامج سيني جونة للمواهب الناشئة وهي المبادرة التي اقترحتها ماريان خوري المدير الفني للمهرجان، وتم دعم تنفيذها في الدورة السابقة بمشاركة الاتحاد الأوروبي، لتتحول في الدورة الجديدة  إلى مشروع متكامل يحتوي على برامج متنوعة  لدعم المواهب الشابة بطرق مختلفة.

أشعر وفريق العمل أن المهرجان عاد لاكتساب مكانته المتميز في دعم الصناعة، وهو ما انعكس في الدورة الحالية.

  • إلى أي مدى كان خلق وتشجيع مبادرات جديدة ، تحقق نقلات نوعية أمرًا سهلًا، خاصة في مهرجان حقق نجاحًا ملحوظًا ، على نطاق واسع ، بآليات عمل معينة، أثبتت فعاليتها في سنواته الأولى؟

– بالتأكيد هناك صعوبات من بينها توفير الإمكانيات لتنفيذ هذه المبادرات. على سبيل المثال، في العام الماضي لم تكن هناك ميزانية لتنفيذ مركز الجونة السينمائي، فميزانية المهرجان المقررة، مخصصة بالفعل للأنشطة القائمة ولا يوجد فائض لتصميم وإنشاء مساحة بحجم المركز الجديد. لكنني كنت مصرًا على ضرورة إيجاد هذه المساحة التي رأيت أنها فارقة في مسيرة المهرجان.

كان هناك ضرورة للمخاطرة، ومحاولة إقناع الرعاة بدعم المشروع. صممنا المشروع بطريقة شابة وعصرية تحتوي على مواقع للخدمات ونقاط جذب تشجع الرعاة على التواجد كجزء من المساحة، وبدأنا بالفعل في عرض التصميم على رعاة جدد، وكذلك إقناع الرعاة الأساسيين للمهرجان بالمساهمة حتى تمكنا من توفير 70% من الميزانية المطلوبة. عندما شعر المهندس سميح ساويرس بأهمية المشروع للمهرجان، تحمس للمساهمة بباقي الميزانية. بالقياس على ذلك، تتم كل المبادرات الجديدة الأخرى. تكمن الفكرة في كيف يمكن تسويق الأفكار بطريقة تقنع الرعاة على اختلاف اهتماماتهم بجدوى وجودهم كجزء من المشروع. وهي الطريقة التي اختبرتها شخصيًا منذ بداية حياتي المهنية عندما قررت تأسيس بطولة الاسكواش في مصر. كلاعب اسكواش كان من الممكن أن أختار لإقامة البطولة ملعبًا تقليديًا، لكن المشروع في هذه الحالة لم يكن ليجذب أي رعاة لدعمه خاصة مع عدم شعبية اللعبة في مصر . لكن اختيار تنفيذ البطولة في ملاعب زجاجية في مدينة الجونة كسر حاجز العزلة وحول البطولة إلى قيمة تجذب شركاء متنوعين لدعمها.

لدينا التزام بدعم الأصوات الواعدة في السينما المصرية والعربية

إن القدرة على جذب شركاء لأي مشروع، تكمن في معرفة القيمة التي يحققها المشروع لشركاء محتملين غير تقليديين. وهي مهارة نفتقدها في مختلف المجالات، بما فيها مجال الإنتاج السينمائي. لهذا حرصنا على وجود أكثر من فعالية في منصة سيني جونة موجهة لصناع الأفلام الشباب حول كيفية عرض مشاريع أفلامهم على المنتجين، وكيفية إيجاد شركاء محتملين خارج الأطر التقليدية.

نجاح المشروع في خطواته الأولى يجذب شركاء جدد لأن يكونوا جزءًا من النجاح. وهو ما حدث خلال العام الماضي في المهرجان، فالمبادرات التي نفذت على أرض الواقع اتسعت هذا العام وجذبت شركاء جدد يساهمون في تطويرها. وهذا ليس فقط على نطاق الرعاة، ولكن على سبيل المثال الكثير من النجوم الذين كانوا يرون مشاركتهم في مهرجان سينمائي، كمجرد الظهور على السجادة الحمراء دون دور حقيقي، أمرًا غير مجد، أصبحوا الآن فخورين بأنهم سيشاركون من خلال  فعاليات ملموسة يساهمون خلالها في دعم المواهب الشابة من صناع السينما.

. كيف تقيم دور “سيني جونة” في دعم صناعة السينما المصرية والعربية؟

مهرجان الجونة ، لديه التزام بدعم الأصوات الواعدة ، في السينما المصرية والعربية، والشراكة الممتدة مع مهرجان البندقية ، أقدم مهرجانات العالم، تؤكد هذا الالتزام.

كنا سعداء جدًا  بدعوة فريق مشروع فيلم، “حتى بالعتمة بشوفك” للمشاركة في سيني جونة ، لدعم إنتاج الأفلام ، في أول نسخة تحمل اسم البرنامج الجديد هذا العام.

لكننا فخورون أيضًا أن مشاريع الأفلام التي حظيت بدعم مهرجان الجونة في الدورات السابقة، تواصل حصد إعجاب محترفي السينما وجمهورها في كل مكان حول العالم.

نلمس كيف صار المهرجان معروفًا على نطاق عالمي واسع ، مكتسبًا مكانة عالمية مرموقة

على سبيل المثال في نسخة واحدة، لبرنامج فاينل كات، في مهرجان البندقية  التي جرت هذا العام، شاركت ثلاثة مشروعات خرجت من سيني جونة ، لدعم إنتاج الأفلام، حيث تنافست مشروعات، “عائشة لا تستطيع الطيران” ، لمراد مصطفى، و”كولونيا” لمحمد صيام، و”ابنتها” لسارة شاذلي، وجميعها مشروعات بدأت رحلتها بالمشاركة في سيني جونة لدعم إنتاج الأفلام، كمشروعات في مرحلة التطوير.

وحصل مشروع “عائشة لا تستطيع الطيران” ، على خمس جوائز من بينها جائزة مهرجان البندقية الرئيسية، كما نال مشروع “كولونيا” ، خمس جوائز أخرى، لتفوز المشروعات خريجة مهرجان الجونة ، على عشر جوائز من أصل 17 جائزة تم توزيعها هذا العام. وهو ما يؤكد أن توجه المهرجان لدعم الصناعة يسير على الطريق الصحيح.

وأنا فخور أيضًا بقدرة المهرجان على تطوير سيني جونة ، ليس فقط من خلال إضافة مبادرات ، وبرامج جديدة تخدم فئات أوسع من صناع الأفلام، ولكن أيضًا بتطوير البرامج القائمة ، حيث جرت إعادة صياغة العلامة التجارية، لاثنين من  البرامج الأساسية ، في منصة سيني جونة هذا العام. وهي  خطوة استراتيجية لتحقيق المزيد من الوضوح والتركيز على الأهداف. وتمت صياغة هذه التحديثات لتبسيط رسائلنا والتأكيد على تفانينا في تعزيز الإبداع والنمو داخل صناعة السينما.

  • اعتماد المهرجان على موارد تمويل متجددة لا تقتصر فقط على دعم المؤسسين، كان من بين الشواغل الأساسية لإدارة المهرجان خلال الدورات السابقة باعتباره الشرط الذي يضمن استمراره. هل وصل مهرجان الجونة إلى مرحلة الاعتماد على موارد بديلة؟

-دعم أوراسكوم وعائلة ساويرس لا يمكنه أن يضمن استمرار المهرجان. هناك نقطة أساسية وهي أن عائلة ساويرس محبة للسينما والثقافة ومؤمنة بالإضافة التي حققها المهرجان سياحيًا وثقافيًا وكذلك لصناعة السينما في مصر والعالم العربي. لكن المهرجانات السينمائية مكلفة جدًا مما يجعل تحمل مسؤولية 100% من ميزانية المهرجان بشكل مستمر، أمر صعب للغاية.

نجحنا في تغيير مفهوم الشراكات، لدعم الفعاليات الثقافية ، والفنية ، وهذا أمر مهم ومؤثر

مع مرور الوقت وتطور المهرجان وقدرته على جذب رعاة وشركاء جدد، يمكنني القول إن أوراسكوم وعائلة ساويرس يتحملون في الوقت الحالي 50% من ميزانية المهرجان، وباقي الميزانية تأتي من الرعاة، وهو ما يعتبر خطوة مهمة جدًا، ليس فقط لضمان استمرار المهرجان، ولكن لأننا تمكنا من استعادة اهتمام الشركات الراعية بحدث ثقافي سينمائي. هم لا يدعمون فقط السجادة الحمراء، وإنما صاروا مدركين لأهمية رعاية أنشطة وبرامج تدعم صناعة الأفلام. ما تحقق في الدورة الماضية للمهرجان، حفز الرعاة على التحدث بنفس لغتنا التي تنطلق من أهمية المساهمة في تطور صناعة السينما في مصر والعالم العربي.

صار هناك إدراك بأننا كمهرجان، لا نهتم فقط بفعاليات السجادة الحمراء -التي لا أقلل من أهميتها-  ولكننا مهتمون أيضًا ببرامج ومشاريع نراها ضرورية لدعم الصناعة وننفذها بجدية لأنها تخدم شرائح متنامية من الصناع، وهو ما شجع الرعاة لأن يكونوا جزءاً من التجربة.

نجحنا في تغيير مفهوم الشركات لطريقة دعم الفعاليات الثقافية والفنية، وهذا أمر مهم جدًا ومؤثر. على سبيل المثال، أثمر التعاون مع شركة O West عن مساهمتها بـ8 ملايين جنيه لمدة عامين لرعاية برنامج  دعم مشاريع الأفلام  القصيرة. رأوا أن وجودهم كرعاة في المهرجان سيكون أكثر تأثيرًا بمساهمتهم في دعم الشباب لتنفيذ أفلامهم.

قرار تخصيص قسم خاص للأفلام القصيرة، يأتي ضمن استراتيجية المهرجان لدعم وتشجيع صناع الأفلام الشباب، والمساهمة في تطوير صناعة السينما بشكل عام، استكمالًا للشراكة الناجحة بين الجونة ومدينة  O West، التي لطالما كانت شريكًا حريصًا على دعم المشهد السينمائي.

  • يسعى المهرجان أيضًا لتغيير الصورة النمطية عن طبيعة جمهور مهرجان الجونة، بحيث لا يكون جاذبًا فقط لرواد المنتجع السياحي، وإنما لقاعدة أوسع من الجمهور. ما الاستراتيجية التي تتبعونها لتحقيق ذلك؟

– في بداية تأسيس المهرجان تركز اهتمامنا على كيفية انطلاقه بصورة تساوي طموحنا. لكنني مؤمن بنظرية أنه عليك في البداية أن تدفع الطائرة للطيران، ثم تفهم مع الوقت كيف يمكن تحسين وتطوير أدائها، لأنها لو بقيت ساكنة على الأرض -لأن هناك أمور غير مكتملة- فلن تطير أبدًا. لكنني لا أنسى صباح اليوم التالي لافتتاح الدورة الأولى للمهرجان، وبينما أشعر بسعادة بالغة من النجاح المدوي الذي تحقق في الافتتاح، أن زميلتي نيكول جيميه من فريق البرمجة لم تشاركني الشعور نفسه. قالت إن السينمات لا يوجد بها العدد الكافي من الجمهور، وإنه لا يوجد مهرجان سينما حقيقي دون جمهور.

هذا الوضع تغير مع الوقت حيث صارت سينمات المهرجان جاذبة لعدد أكبر من الجمهور، حتى أن عروض الأفلام القصيرة لسنوات متتالية كانت كامل العدد. لكن كان هناك ضرورة أيضًا للتفكير في أن جمهور المهرجان لا يجب أن يقتصر  على النخبة. هذا العام صارت لدينا استراتيجية مدروسة تستهدف توسيع قاعدة جمهور المهرجان، بداية من  جمهور مدينة الجونة والغردقة بمختلف شرائحه، وحتى جمهور القاهرة إذ يواصل المهرجان برامج عروضه خارج الجونة التي انطلقت العام الماضي من خلال سينما زاوية.

تعتمد استراتيجيتنا على ابتكار طرق غير تقليدية لا تقتصر على توزيع ملصقات المهرجان في الشوارع، وإنما  تستهدف التفاعل المباشر مع الجمهور بطرق متنوعة من خلال فريق عمل وقسم خاص مهمته العمل على ابتكار طرق للتواصل مع الجمهور.

  • يعتمد مهرجان الجونة أسلوبًا في الإدارة يتسم بالمرونة بحيث يستوعب التغيرات التي تطرأ على تشكيل الفريق، لكنه يضمن في الوقت نفسه الحفاظ على رؤية واضحة وآليات عمل تتسق مع أهدافه. كيف تتم إدارة هذا التوازن؟

-يعتمد المهرجان منذ بدايته على نظام مؤسسي، لا على أشخاص، بل على التوثيق والتسجيل والإتاحة. هكذا تم وضع البذرة الأولى للمهرجان التي استمرت حتى الآن. وبالتالي فإن القادم الجديد في الفريق، تتاح له معرفة جيدة جدًا بكل الأمور المتعلقة بمجال عمله والموثقة بشكل منظم. وهو ما يسمح له بفهم رؤية وأهداف المهرجان  والاستفادة مما تم إنجازه، وتطبيق ما يراه مناسبًا وأيضًا إضافة ما يتسق مع رؤيته  وأسلوبه في العمل

على جانب آخر نحن ننفتح دائمًا على الأفكار والمبادرات الجديدة وهو ما أنصح به فريق العمل دائمًا. فضغط العمل في المهرجان ووجود الكثير من العوامل الخارجية التي قد تؤثر على القرارات، قد يدفع الأشخاص للاستسلام لآليات عمل تقليدية ومكررة لا تفيد التطور والتجدد الضروري لحيوية المهرجان.

هناك أهمية بالغة للعمل بعقلية منفتحة تستوعب الأفكار الجديدة وتطور من آليات العمل. لدينا فريق متنوع من أجيال مختلفة، وكثير من الشباب في مواقع قيادية بأقسام المهرجان وهناك أيضًا هذا التكامل بين أعضاء الفريق والذي يضمن التفاعل البناء بين الخبرات المتنوعة وهو ما ينعكس في حيوية المهرجان وتجدده.

  • كيف ترى تأثير مهرجان الجونة بعد ثمان سنوات على تأسيسه؟

قرار انعقاد الدورة السابقة للمهرجان كان بالغ الأهمية، فطريقة إدارته وخروجه بهذا الشكل المشرف والاهتمام بتسليط الضوء على دور المهرجان في دعم الصناعة وتفاعل الجمهور، أعاد المهرجان لمكانته الطبيعية التي ترسخت منذ تأسيسه كواحد من أهم المهرجانات في العالم العربي.

ومن خلال تفاعل المهرجان مع خبراء الصناعة والشخصيات السينمائية البارزة حول العالم، ومن خلال تواجد ممثلي المهرجان في المهرجانات الدولية، نلمس كيف صار مهرجان الجونة معروفًا على نطاق عالمي واسع مكتسبًا مكانة عالمية مرموقة.

هذا الحوار أجرته الزميلة ناهد نصر لملف المهرجان الصحفي وموجود في كتيب المهرجان