أكد الدكتور جبار جودي العبودي نقيب الفنانين العراقيين ومدير عام دائرة السينما والمسرح بوزارة الثقافة والسياحة والآثار ونائب رئيس اتحاد الفنانين العرب في حوار خاص مع ” cine Egypt” ، أن عمله كمدير عام لدائرة السينما والمسرح العراقية لن يؤثر علي عمله كنقيب للفنانين العراقيين فكلاهما يدعم الأخر ، وأن تصديه لمنصب النقيب كان هدفه إعادة الإعتبار للنقابة ، وإقامة نقابة قوية وتصحيح الحركة الفنية العراقية ، وأنه يعمل علي إعادة ضبط المشهد المسرحي والسينمائي العراقي خلال الفترة المقبلة.. وتفاصيل أخري في الحوار التالي :
- في البداية قلت له : بدأت حياتك كمخرج وممثل بجوار الوظيفة ولم تترك الوظيفة التي غالبا ما تقتل الابداع داخل الفنان … ووصلت لمنصب نقيب الفنانين العراقيين .. ما هي الأحلام التي كنت تريد تحقيقها بهذا المنصب ؟
التدرج الوظيفي بدأ بدراسة معهد الفنون الجميلة ببغداد ، وهي خمس سنوات دبلوم الاخراج المسرحي ، ثم كلية الفنون الجميلة ، ثم ماجستير في” التقنية وجمالايات الحداثة في السينوغرافيا “، ثم الدكتوراه في ” جماليات الحداثة في امكانيات العرض المسرحي ” ، والدراسة كانت بجوارها التدرج الوظيفي تدرجت بها، ووجدت البيئة الحكومية طاردة في ذلك الوقت للطاقات ، وبعد الدكتوراه جلست بدون أي منصب أو أي مسؤلية ، وهذا أفادني في أن أقدم أعمالي المسرحية، وقدمت في ذلك الوقت عملين بشكل متتابع
ودخولي إلي معترك العمل النقابي كان لعدة أسباب أهمها : أن نقابة الفنانيين العراقين مؤسسة عريقة تأسست عام ١٩٦٩ بقانون ١٢٩، وهو قانون خاص بها ، هذه المؤسسة لم يقم علي ادارتها أشخاص اقوياء ، لديهم هم تصحيح الحركة الفنية العراقية وهذا ما دفعني أن أتصدي لهذا لأنه حرام هذه المؤسسة تكون تحت يد العابثين .

- هل هذا لأنهم غير متخصصيين في العمل النقابي؟
ربما وظروف كثيرة معاكسة لعمل هذه المؤسسات ، وبعد ٢٠٠٣ جاءتنا تيارات إسلامية كثيرة ، فكانت الحركة الفنية تعاني الأمرين لا توجد مساندة للفنان العراقي، وهذه هي المشكلة الحقيقة عندما يقدم شئ يظل في مهب الريح وحده ، لكن عندما تصدينا للعمل النقابي بدأنا من الصفر وكأننا في مرحلة تأسيس، فأسسنا كل شئ من أول المنظومة الادارية والقانونية والمالية ، وكل ما هو متعلق بهوية الاعمال ، وكيفية الاشتراك وغير ذلك .. بدأنا حتي وصلنا إلي الآفاق بشكل ممتاز حتي ذاع صيت هذه النقابة في الوطن العربي والعالم
نقابة الفنانين الحصن المنيع للفنان العراقي ..وندعم كل الفنانيين بكل التخصصات
- وما هي أهدافك من توليك منصب النقيب ؟ وما هي الامور التي تشعر أنها تم حلها او في طريقها للحل ؟
كان لدي الكثير من الأهداف ، عندما قررت التصدي لمنصب نقيب الفنانين العراقيين، أولها : أن تكون نقابة الفنانين جدار منيع في الدفاع عن حقوق الفنانيين
ثانيا : أن تكون البيت الآمن الذي يأوي إليه الفنان ، في كل أحواله ن في حالات الشيخوخة ، وحالات المرض، وايضا في حالات الابداع ف، ي حالات السفر ، والمشاركة الدولية ، كل هذه الاتجاهات .. والحمد لله استطعنا أن نضع لها حلول ، وان نقوم بواجبنا تجاه الفنان العراقي .
- هل النقابة تدعم الاعمال الفنية ماديا ؟
طبعا ، نحن ندعم الأعمال الفنية والفنانين
هل يشترط ان يكون الفنان الذي ينضم الي النقابة من الدارسين فقط أم يوجد للموهبيين مساحة ؟
هذا يحدده القانون. ، قانون النقابة اشترط ان يكون الفنان خربجا وكذلك فتح الباب للمواهب غير ذوي الاختصاص ومن غير حاملي الشهادات الفنية فالقانون حدد لهم ابواب للقبول
- هل النقيب يدعم فنانيين مؤمن بموهبتهم أم تترك الأمر للمخرجين ؟
نحن ندعم كل الفنانيين بكل التخصصات ، النقابة بها كل التخصصات الفنية في المسرح ، وكل فروعه ، السينما والتليفزيون بكل فروعهم ، الفنون الموسيقية بكل فروعها ، والفنون التشكيلة بكل فروعها، هذا يلقي علي عاتقنا ثقل كبير وكيف نستطيع في دعم الجميع، لذلك نقف مع الجميع في دعم انتاجتهم الفنية في سفرهم وترحالهم

سنركز في الفترة القادمة علي الأفلام التي تشاهدها العائلة العراقية والعالم كله
- ننتقل للسينما.. هل راض عن انتاج السينما.. نعلم أن بالعراق به دور عرض كثيرة ولكن لا يوجد أعمال سينماىية عراقية كثيرة ؟
أنا غير راض للوضع العام للسينما، لكن نسعي بخطوات ثابتة لدعم الانتاج السينمائي العراقي ، المشكلة الحقيقية أن السينما صناعة كبيرة ، هذه الصناعة تحتاج لأموال إلي جانب اقتصادي قوي وكبير للاسف بعد ٢٠٠٣ ، انحصرعدد دور السينما المتعارف عليه ، وأغلقت جميع دور العرض السينما العراقية في بغداد، وجميع المحافظات، وتحولت إلي مخازن وأشياء أخرى ، ولكن هناك بديل وانتشار دور السينما في المولات ودور السينما المتعددة ، والبوكس اوفس الامريكي .
صناعة سينمائية عراقية
لكن اعتقد اننا نسير بخطوات ثابتة نحو صناعة سينمائية عراقية ، اللبنة الاولي بدأت من مهرجان بغداد السينمائي بدورته الأولي التي انتجنا من خلاله عشرة افلام رؤاية قصيرة ، الان لدينا انتاجات في دائرة السينما والمسرح ستنطلق قريبا ، لدينا منحة داعمة من مجلس الوزراء العراقي والبالغة أربعة مليون دولار ، وشكلت لجنة للعمل عليها ، ووضع شروط للتقديم، وغير ذلك ، فاعتقد اننا أمام مستقبل بريق من الضوء
- متي نري افلام عراقية يراها الجمهور بعيدا عن الأفلام المشاركة في المهرجانات؟
سنركز في الفترة القادمة علي الأفلام التي يشاهدها العائلة العراقي والعالم كله
لا توجد لدينا رقابة عالية .. والفنان العراقي حر بشرط ألا يخرق الأعراف والعادات المجتمعية
- هل الفن العراقي به مساحة من الحرية ام به رقابة عالية ؟
لا توجد رقابة عالية ، الفنان حر بشرط ألا يخرق الاعراف والعادات المجتمعية
- ولكن هذا يقول أن الرقابة موجودة ؟
ليس كما كانت من قبل ، عندنا بالعراق الرقابة تقريبا ليس لها وجود، ستري بالعمل الفني العراقي ينتقد رئيس الوزراء او اي مسؤل لا احد من الفنانيين هيتضرر ، نحن نؤمن بالحريات لاننا في بلد ديمقراطي ، واعتقد اننا نختلف عن اغلب الدول العربية في الوقت الحالي، لاننا دفعنا ثمنا باهظة لكي تكون لدينا حريات محترمة ، وغير مقيدة

العروض المسرحية العراقية تتعرض للظلم التحكيمي في العديد من المهرجانات العربية
- شاهدت المشاركات المسرحية للعراق بالمهرجانات التي تشاركون فيها ، هل عندكم غضاضة عندما لا تتمكنوا من الحصول علي جوائز ؟
طبعا هذا الشئ يحذ في نفوسنا حقيقي، والعروض المسرحية العراقية عادا ما تتعرض للظلم ، لقد اعتدنا ان نظلم من اخواننا مثلما يحدث في الرياضة في دول الخليج دائما نشعر بالظلم تحكيمي كبير في العديد من المهرجانات ، لكن عزمت انا شخصيا علي تغير هذه الصورة من خلال من خلال تبني تقديم اعمال عالية المستوي جمالية وفنية في هذا الموسم ، اعتقد اننا سننافس بشكل قوي ونصبح اللاعب الاول .
نتعرض لحصار شديد في تسويق الأعمال التليفزيونية العراقية في الخليج ومصر
- عندما حضرت حفل الهلال الذهبي ، فوجئت بالعدد الكبير للأعمال الدرامية العراقية .. هل تتفق معي أن هناك تقصير انكم لم تلجأوا لتوسيع القنوات الشرعية “المنصات” ، لتوصيل الفن العراقي ، واكتفيتم بالقنوات التليفزيونية المحلية ؟
نحن دفعنا ثمن باهظ في النظام السابق ، وتعرضنا لحصار شديد جدا ، ولازالنا محاصرين بنفس الطريقة في تسويق الأعمال التليفزيونية العراقية من قبل الخليج، ومن قبل مصر، ومن قبل كل الفضائيات ، والمنصات اللي ممكن تسويقها
نواجه مشكلة في تسويق الانتاجات العراقية
اضافة لذلك هناك لدينا مشكلة كبيرة ، ولا اعتقد انها سوف تحل ، الانتاجات العراقية لا تنتجها شركات فنية حتي تستطيع ان تسوق لها بشكل صحيح ، الانتاجات الدرامية العراقية تنتجها الفضائيات باموالها ، وكل فضائية لها سياستها الخاصة والتي لا تقبل ان تسوق اعمالها ، وكل فضائية تنتج من أربع الي خمس أعمال درامية سنويا تعرضها علي شاشتها فقط

عازمون علي إعادة تأسيس شركة بابل للإنتاج السينمائي والتليفزيوني
هذه مشكلة حقيقة لأن يكون الانتاج عن طريق شركة ، ونحن عازمون علي اعادة تأسيس شركةن بابل للانتاج السينمائي والتليفزيوني، التي تم تصفيتها مؤخرا ، حصلنا علي موافقة رئيس الوزراء ، علي ان تكون نقابة الفنانين هي المشغل لهذه الشركة، التي ستعمل بطريقة القطاع المختلط بين الحكومي ، والقطاع الخاص ، واعتقد اننا سنقطع شوطا ممتازا في حال ضخ الدم في هذه الشركة
- هل فكرتم بعمل فني مشترك بين الدول الاخري لكي تخرج الاعمال الفنية للوطن العربي ويعتبر نوع من التسويق للفن العراقي بشكل غير مباشر ؟
هذا المقترح قدمته منذ اكتر من خمس سنوات لسبيل لتسويق الدراما العراقية هو انتاجات عربية مشتركة وتسويق الفنانيين العراقيين من خلالها لكن هنالك ، لكن هناك تخوف كما ذكرت لك لا يوجد ارادة حقيقية لشركات من القطاع الخاص ان تضخ اموال للانتاج يتخوفون دايما من الخسارة وظل الموضوع بيد القنوات الفضائية ويجب ان نلاقي به حل.

نقوم بإستعدادات كبيرة لإطلاق مهرجان بغداد للمسرح
- ننتقل للمهرجانات .. كم مهرجان تم انشائه في عهدك كنقيب ومدير لدائرة للسينما والمسرح ؟
تم انشاء اكثر من مهرجان ، بالشراكة مع نقابة الفنانيبن العراقيين، فنظمنا مهرجان المسرح العربي مع الهيئة العربية للمسرح للدورة الرابعة عشر ببغداد ، وكانت من الدورات المتميزة جدا
ونظمت نقابة الفنانيين ، مهرجان بغداد السينمائي ، بالتعاون مع دار السينما والمسرح ، ونظمنا مهرجان بابل للسينما الاينميشن دعمنه بالكامل ، ودعمنا مهرجان كركوك للسينما الاينميشن ، ودعمنا مهرجان الطفل للمسرح في محافظة النجف دعم بشكل كامل ، ونعد العدة لإطلاق مهرجان بغداد للمسرح ، وقائمة المهرجانات طويلة ، ان كان علي مستوي النقابة، وانا بحكي عن هذا العام فقط
اعتمدنا “جائزة الهلال الذهبي” كجائزة رسمية لنقابة الفنانيين
- تابعت مجهود الصديق حيدر النعيمي الذي يقيم علي حفل الهلال الذهبي ولاحظت أن كل هذا المجهود هو مجهود شخصي فقط .. لماذا لم تدعمه مؤسسات الدولة ونقابة الفنانيين ؟
نقابة الفنانيين عوضت له الكثير تقف معه مساندة وهي الداعم الوحيد له
- لماذا لم تسانده بعلاقتك لدعمه ماديا بالتعاون مع المجتمع المدني والثقافي لجعل الهلال الذهبي الافضل ؟
التعاون موجود انا علي المستوي الشخصي مؤمن بما يقوم به حيدر منظم جائز الهلال ، وقد اعتمدت جائزة الهلال” كجائزة رسمية لنقابة الفنانيين، لكن نحن في وسط فني يعاني من حساسية مفرطة خصوصا اتجاة التقييمات ، لانه بصراحة كل من ظهر علي شاشة التليفزيون يعتبر نفسه “چاك نيكلسون ” فيأخد في نفسه مقلب مقدما ، فعندما تاتي التقيمات في غير صالحه “يقوموا الدنيا ولا يقعدوها “هذا الأمر نعاني منه كثيرا، نحتاج الي وقت، نحتاج الي ثلاث اربع دورات قادمة ، حتي نقدر التغلب علي هذا وتكون هذا الجائزة محكمة ولا يوجد جدال بين اثنين عليها .

- الإعلامي حيدر النعيمي يتبني مشروع ورش للتمثيل لتأهيل موهبين جدد من أجل تجديد دماء الدراما العراقية وفي نفس الوقت تطوير ادوات الممثلين المحترفين .. لماذا لا يتم دعمه من خلالكم ؟
العراق يتميز انه بلد ولاد، وبه الكثير من الموهبين الذي لا يحتاجون إلي ورش ، فعندما اقمنا مهرجان المسرح العربي وقلنا اننا سنقيم ورش فنية ، فوجئنا بالهيئة العربية للمسرح تقول : هل لدينا الجرأة لنقيم ورش للمسرحين العراقيين الذين يعلمونا الجميع ؟ ، فتم إلغاء الورش ايمانا انه الفنان العراقي علي مستوي المسرح فهو رقم واحد ، وعندما يريدون يقيمون ورش في الدول العربية يستعينون بالفنان العراقي ، اما علي مستوي الدراما السنة الماضية ظهر عندنا اكثر من خمس عشرموهبة جديدة
- المقصود بالورش هي تأهل الموهوب وتجديد مفردات الفنانيين المحترفين ؟
اقامة الورش مهم و، لكن الموهوب موهوب ، هذه الشاشة تمتلك من السحر ما لا يمتلكه احد والموهوب يفرض نفسه بشكل مطلق وصاحب الموهبة لابد ان يشتغل علي نفسه