ذكرى رحيل جميل راتب.. شرير السينما الأنيق

تحل اليوم 19 سبتمبر، ذكرى رحيل الفنان جميل راتب،  الذي ترك بصمة فريدة في السينما المصرية ، والعربية بأعماله المتنوعة والمميزة، ونال العديد من الألقاب

 مشواره الفني الطويل، دام لأكثر من سبعين عاما، قدم خلالها مجموعة متنوعة من الأدوار، فقدم أدوار الشر ببراعة حتى حصل على لقب «إمبراطور الشر السينمائي»، أو «شرير السينما الأنيق»، وقدم كذلك الأدوار الكوميدية، والأدوار الاجتماعية، والأدوار الرومانسية بكل تمكن وإبداع.

اتجه للتمثيل مبكرا

ولد جميل راتب في القاهرة، عام 1926 لأب مصري مسلم وأم مصرية صعيدية، وهي ابنة أخ الناشطة المصرية هدى شعراوي، اتجه للتمثيل مبكرا وفي بداية الأربعينات حصل على جائزة الممثل الأول وأحسن ممثل على مستوى المدارس المصرية والأجنبية في مصر.

 أنهى دراسته الثانوية في مصر، ثم دخل مدرسة الحقوق الفرنسية، وبعد السنة الأولى سافر إلى باريس لإكمال دراسته ، وتغلب على أزماته المادية بالعمل في مهن مختلفة للإنفاق على نفسه، بجانب التمثيل، حتى عمل مساعدا لمخرج فيلم «زيارة السيدة العجوز» لأنطوني كوين، والذي قام بتقديمه على المسرح فيما بعد بالاشتراك مع الفنانة الراحلة سناء جميل، وأخرجه وأنتجه الفنان محمد صبحي.

أول ظهور سينمائي

ويعد فيلم «أنا الشرق» أول ظهور سينمائي للفنان الراحل عام 1946 هو من بطولة الممثلة الفرنسية، كلود جودار، وجورج أبيض، وحسين رياض، وتوفيق الدقن. وتنقل راتب بين مصر وفرنسا في حقبة الستينات، قبل أن يستقر في مصر في السبعينات، ويقدم دورا مميزا في فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذي كان بمثابة نقطة تحول رئيسية في مشواره الفني، حيث حصد عن دوره في هذا العمل، جائزة الدولة كأحسن ممثل دور ثانٍ، وتسلمها من الرئيس الراحل محمد أنور السادات.

الكيف أهم أدواره

وشارك راتب في الفيلم الأميركي الشهير «لورانس العرب» بجوار الفنان عمر الشريف، إلا أنه لم يحقق العالمية التي حققها عمر الشريف، لكن المخرج صلاح أبو سيف رشحه عام 1975، للعب دور في فيلم «الكداب»، وبعدها قدم فيلم «الكيف» عام 1985، مع الفنان محمود عبد العزيز، والفنان يحيى الفخراني، والذي يعد من أهم أدواره، حيث أدى دور «سليم البهظ».

وفي عام 1994 بدأت رحلته مع مسلسل «يوميات ونيس» مع الفنان محمد صبحي، حيث قدم دور «أبو الفضل جاد الله» والد ونيس وحقق نجاحا كبيرا، وامتدت سلسلة «يوميات ونيس» لثمانية أجزاء.

ممثل عالمي

وقدم راتب خلال مشواره الفني 7 أفلام فرنسية، وثلاثة أفلام تونسية إنتاج فرنسي مصري مشترك، كما قدم ما يقرب عن 67 فيلماً مصرياً، و55 عملا دراميا مصريا، ونحو 5 مسرحيات مصرية. وتظل أفلام «ولا عزاء للسيدات» و«البريء» و«البداية» و«طيور الظلام» و«الكيف»، من أبرز الأفلام التي شارك فيها، بجانب مسلسلات «الراية البيضاء»، و«الزوجة أول من يعلم» و«أحلام الفتى الطائر» و«رحلة المليون» و«زيزينيا» و«يوميات ونيس».

الإخراج المسرحي

كذلك خاض تجربة الإخراج المسرحي وقدم مسرحيات مثل «الأستاذ» من تأليف سعد الدين وهبة، ومسرحية «زيارة السيدة العجوز» والتي اشترك في إنتاجها مع محمد صبحي ومسرحية «شهرزاد» من تأليف توفيق الحكيم.

كرمه مهرجان القاهرة السينمائي هذا العام بعد رحلة طويلة مع التمثيل في مسارح باريس وعدد 67 فيلماً مصرياً، وعدد كبير من أفلام السينما العالمية.

جميل بين محمد صبحي وعادل إمام

في مقابلة تلفزيونية، كشف جميل راتب عن تفضيله التمثيل مع محمد صبحي على العمل مع عادل إمام، موضحًا أن الفرق بين الاثنين كبير قائلاً: فرق كبير جداً عادل إمام يرى نفسه هو الزعيم ، فلا يقترب أحد منه أثناء التصوير، أما محمد صبحي ، فالأمر معه مختلف ، فهناك تفاهم بينه وبين الممثلين، ونشعر أننا كالعائلة، وبالنسبة لي محمد صبحي أصبح مثل ابني، لا يمكن أن يعرض علي عمل وأرفضه؛ لأن العلاقة بينا علاقة قوية.

كما كشف راتب أن عادل إمام ، سأله عن سبب تفضيله، للعمل مع صبحي، وأوضح أن السبب يعود إلى حبه للمشاركة في الأعمال ذات المضمون الاجتماعي.