بقلم : محمد قناوي
تعكس أرقام شباك التذاكر السعودي خلال عام 2025 تحوّلًا لافتًا في مكانة السينما المصرية داخل السوق السعودية، بعدما تجاوزت الإيرادات الإجمالية للأفلام المصرية المعروضة 50 مليون دولار أمريكي، – ما يقارب من 2 مليار و400 مليون جنيه مصري – مع إقبال جماهيري تخطى 3.6 مليون مشاهد، وفق البيانات المعلنة، بما يؤكد أن الفيلم المصري أصبح عنصرًا أساسيًا في معادلة الترفيه داخل المملكة.
الصدارة للأعمال الموجهة للشباب
وتصدّر فيلم «السلم والثعبان» بطولة عمرو يوسف وأسماء جلال القائمة، بإيرادات بلغت 7,744,250 دولارًا، وعدد مشاهدات وصل إلى 527,311 تذكرة، ليؤكد أن الأعمال ذات الطابع الجماهيري والجرأة الدرامية لا تزال الأكثر جذبًا للجمهور السعودي، خصوصًا فئة الشباب.
وجاء فيلم «ريستارت» بطولة تامر حسني وهنا الزاهد في المركز الثاني محققًا 5,556,300 دولار، يليه «الهناء اللي أنا فيه» بطولة كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني بإيرادات تجاوزت 5 ملايين دولار، لتستحوذ الأفلام الثلاثة الأولى وحدها على ما يقرب من 36% من إجمالي إيرادات القائمة.
دلالة تصنيفات الأعمار
وتكشف قراءة تصنيفات العرض أن غالبية الأفلام المتصدرة تنتمي إلى فئة R18، وهي أفلام مخصصة لمن هم فوق 18 عامًا، وغالبًا ما تعتمد على موضوعات نفسية واجتماعية أكثر جرأة أو كثافة درامية، وهو ما ينسجم مع طبيعة الجمهور السينمائي في السعودية الذي تمثل فئة الشباب عموده الفقري.
في المقابل، حققت أفلام R15 وPG15 – وهي التصنيفات التي تسمح بمشاهدة أوسع عُمريًا مع قدر أقل من الجرأة – حضورًا مستقرًا ولكن بإيرادات أقل نسبيًا، مثل «أحمد وأحمد بطولة أحمد السقا وأحمد فهمي » (2.9 مليون دولار) و«المشروع إكس بطولة كريم عبد العزيز » (2.6 مليون دولار) و «روكي الغلابة بطولة دنيا سمير غانم ومحمد ممدوح » (2 مليون دولار)، ما يعكس توازنًا بين الانتشار الجماهيري والضبط الرقابي دون تصدّر واضح.

حاجز الأربعة ملايين.. توسّع دائرة النجاح
وشهدت القائمة اختراق عدد من الأفلام لحاجز 4 ملايين دولار، من بينها «الشاطر» بطولة أمير كرارة و «فيها إيه يعني»بطولة ماجد الكدواني و«سيكو سيكو» بطولة عصام عمر وطه دسوقي ، وهو مؤشر على أن النجاح لم يعد حكرًا على فيلم واحد، بل أصبح نتاج منظومة إنتاجية وتسويقية قادرة على التفاعل مع ذائقة الجمهور السعودي.
حضور فني لا يعتمد على الشباك
وعلى الرغم من محدودية الإيرادات مقارنة بالأعمال الجماهيرية، حافظت أفلام ذات طابع فني وإنساني على وجودها، مثل «الست – أم كلثوم» و «هيبتا: المناظرة الأخيرة»، مؤكدة أن السوق السعودي لا يقتصر على الترفيه التجاري فقط، بل يفسح مساحة – ولو محدودة – للتجارب الفنية المختلفة.
خلاصة المشهد
تؤكد أرقام 2025 أن السينما المصرية لم تعد مجرد محتوى وافد إلى دور العرض السعودية، بل أصبحت أحد أعمدة السوق السينمائية العربية داخل المملكة، مستفيدة من اتساع البنية التحتية، وتنوع الجمهور، وتطور سياسات العرض.
كما تكشف هيمنة تصنيف R18 عن تحوّل واضح في ذائقة المشاهد السعودي، بما يفتح الباب أمام مرحلة جديدة من الإنتاج العربي المشترك تراهن على الجرأة المدروسة والجودة الفنية في آن واحد
