عبدالستار ناجي
ضمن العروض لمهرجان كان السينمائي يأتى فيلم «الأخت الصغيرة »، للمخرجة الفرنسية ذات الاصول التونسية حفيظة حرزي . التى تقدم فيلمها الروائي الثالث بعد افلام ” انت تستحق حبيبا” 2019 و” الزوج الطيب” 2021 .
في فيلمها الجديد تذهب بعيدا في إثارة الجدل وهي تشتغل على رواية بنفس الأسم تتناول حياة مراهقة مسلمة ذات أصول جزائرية في العاصمة الفرنسية تنتقل من المرحلة الثانوية ألى الجامعة لتجد نفسها وسط ومجموعة من التجارب ومن بينها المثلية رغم الاسرة المحافظة التى ترعرعت بها والتزامها الديني .
وتجدر الاشارة إلى أن السينما الفرنسية “تغرق ” بنوعية تكاد تكون مكررة ومستعادة عن اكتشاف المراهقين والشباب لاجسادهم حيث تضج نتاجات السينما الفرنسية وعلى مدار العام باعمال سينمائية ذات نفس النبرة ..
ومن بينها يأتى فيلم «الأخت الصغيرة » ،الذى وجد طريقة أولا للإنتاج وثانيا الاختيار ضمن المشاركات الرسمية بل وفي المسابقة الرسمية .
مراهقة فرنسية مسلمة
فيلم «الأخت الصغيرة » للمخرجة حفصية حرزي، والذي يروي قصة مراهقة فرنسية مسلمة مثلية، هو أحد هذه الأفلام، لينضم إلى فيلم “الأزرق هو اللون الأكثر دفئًا” لعبد اللطيف كشيش “تونسي الاصل “، وفيلم “فتاة سهلة” لريبيكا زلوتوفسكي، وفيلم “العمر 17” لتشينيه وقائمة اخري من الافلام والنتاجات .
فيلم «الأخت الصغيرة » مؤثر في إنسانيته بقدر ما هو مثير، إن التقاطع المميز بين المجتمعات التى يقدمها الفيلم بالذات “المسلمين والاسيويين “، بالإضافة إلى حفنة من المشاهد السحاقية التي يزدحم بها الفيلم ، يمنح الدراما دفعة لا يمكن إنكارها من الدهشة ، لكن الفيلم يبرز بجدارته، مبددًا أي شكوك ربما حامت حول إدراجه في المسابقة الرئيسية لهذا العام بل ان هنالك مجموعة من الكتابات النقدية التى صدرت والتى تقلل من قيمة الفيلم وانه لا يستحق شرف المسابقة الرسمية .
مع أن موضوع الفيلم، بصراعه الجوهري بين الرغبات الشخصية والضغوط الدينية، ربما كان ليُناسب الوعظ أو الخطابة، إلا أن حفيظة حرزي تُثبت أنها راوية قصص تجيد صنعتها الا النها تخون الرواية الاصلية وبشكل صريح ” الروائية تحلل الحيرة والبحث عن الذات والفيلم يشتغل على الجنسية المثلية في جملة من المشاهد وبشكل مجاني ” .
الفيلم مقتبس عن رواية فاطمة دعاس السيرة الذاتية الصادرة عام ٢٠٢٠،ولكن حرزي انطلقت الى مناطق اضافية ومبالغة وحولت ” قلق البحث عن الذات ” الى سلعة .
إحترافية المخرجة
تمتلك المخرجة حفظية حرزي احترافيته في بناء العمل وبايقاع متصاعد وأسلوب بصري طبيعي راقٍ، ونبرة رشيقة، تجمع بين الحماسة والعاطفة المتدفقة. وايضا السخرية بالذات على التعاليم الدينية وموقفها الصريح في كافة الاديان من المثلية .
ونشير هنا الى عدد من نقاد السينما الفرنسية والاميركية وصفوا الفيلم على انه ( صحوة ) عند فتاة مسلمة . بينما هو في حقيقية الامر انزلاق بالشخصية من مرحلة البحث عن الذات والهوية والشخصية الى ما يشبة المجانية في العلاقات التى تتكرر مع كثيرات عبر وسائط التواصل الاجتماعي في فيلم سينمائي سرعان ما تتجازوه وتنساه لانه مستعاد وممسوخ وكرر وهامشي ويعزف على مقام التحرش بالمؤسسات الاجتماعية والدينية والاعراف والتقاليد .
ويبقي ان نقول ..
فيلم «الأخت الصغيرة » ، لا يستحق أن يكون بين أهم نتاجات العام في مهرجان كان السينمائي لعام 2025 .